الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

تلاوة تطير بقلبك الى السماء سورة الزمر لا تتردد أكثر من رائع.

تنشيط الذاكرة وعلاج النسيان

Smile تنشيط الذاكرة وعلاج النسيان


تنشيط الذاكرة وعلاج النسيان

النسيان . . نعمة أم نقمة ؟

النسيان هو فقد التذكر او عدم امكانية استرجاع المعلومة عند الحاجة اليها، وقد انعم الله على الانسان بذاكرة قوية وقدرة خارقة على الحفظ ووهبه عقل لم يتمكن العلماء حتى الان من معرفة اسراره . للعقل سعه محدد لا تتسع ومع تزاحم المعلومات وتكدس الاحداث بداخله وعند اضافة معلومة جديدة للعقل يبدء تلقائياً بمحو اول معلومة .

مثال: الطفل بالصف الاول الابتدائي يعرف اسماء كل زملائه بالصف، خلال دراسته الثانوية يعرف ايضاً اسماء كل زملائه بالصف ، ولكنه نسيا بعض من اسماء من كانوا يدرسون معه بالصف الاول الابتدائي ، اذاً لماذا لم ينساهم جميعاً؟
هنا نقول بان اعادة تنشيط الذاكرة قد حدث ، فمجرد ان يشاهد احد منهم او يسمع عنه خبر تجددت عنده ذاكرة هذا الاسم، اذا من مسببات الاحتفاظ بالذاكرة وعدم النسيان هي تنشيط الذاكرة، لذلك قيل التكرار يعلم الشطار ، وتختلف النسبة باختلاق معدل الذكاء I Q باختلاف العمر العقلي والعمر الزمني.فاذا كان العمر العقلي اكبر من العمر الزمني كانت نسبة النسيان اقل وبالتالي نسبة الذكاء اعلى ، والعكس صحيح.

هناك ثلاثة انواع للذاكرة :


1- الذاكرة الوقتية (مثلا عندما تنظر لاول مرة لصورة وتغمض عينك وتحاول ان تتذكرها وبعد عدت ثواني تبدء في التلاشي ببطء الى ان تختفي تماما.
2. الذاكرة قصيرة المدى ( وهي كتذكرك عنوان تذهب اليه بعد ساعة او حفظ رقم هاتف)
3. الذاكرة الدائمة (وهي لكل ما يتعلق بحياة الانسان كافة)
من منا لم يمر بظروف تركت في نفسه اثر سيئ ؟ .... ومنى الله علينا بنسيانها ولا نحب ان نتذكرها.

كيفية تقوية الذاكرة:

اولاً :
(واذكر ربك اذا نسيت) قوة الايمان التقرب الى الله والصلاة على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .
ثانياً :
الرجوع الى الطريقة القديمة التكرار ككتابة المعلومات وما تود ان تقوم به وتكرره اكثر من مرة (كعملية تنشيط) .
ثالثاً :
الاكثار من اكل الخضروات والفاكهة الطازجة وهي مهمة جداً لصحة الانسان عامة وكذلك (الخميرة البيرة) لوجود (فيتامين ب مركب) بها وتأخذ كملعقة كبيرة تذاب في كوب ماء ، والاكثار من الماكولات البحرية، ومحاولة التنوع في الاكل وعدم التركيز على نوع واحد، والابتعاد قدر الامكان عن الاطعمة الجاهزة والمعلبة ، ولا اريد ان اتترك لاضرارها حتى لا نخرج عن موضوعنا.
رابعاً :
المحافظة على الصحة العامة :: كأعطاء الجسم حقه في النوم وعدم الاجهاد والسهر ، ممارسة الرياضة والموظبة عليها ، وهنا لا اطالب برياضة عنيفة وبذل مجهود اكثر من الطاقة ، ولكن يكفي تنشيط الجسم ، وكلا حسب قدرته وعمره ، والمشي من الرياضات التي اوصي بها جميع اعضاء المنتدى ، لكثرة جلوسهم امام اجهزة الكمبيوتر.

لكل شيئ آفة تهلكه وآفة العلم النسيان *** عندما تزيد نسبة النسيان يكون نقمة

وقد تتزايد نسبة النسيان لدرجة ان يرفع المريض سماعة الهاتف ولا يتذكر بمن كان يريد الاتصال بل وقد تزيد لاكثر من ذلك بكثيرهنا يتدخل الطب النفسي ، وغالباً ما يكون المريض يمر بظروف نفسية صعبة جداً وقد لا يبيح بها لاقرب الناس اليه ، ويلجى العقل الى التناسي والهروب منها. انتهى كلام الدكتور عادل الحميد

يقول الأستاذ جابر القحطاني في جريدة الرياض: عندما ننسى المواعيد أو ننسى بصفة دائمة مواضع الأشياء... إن كثيراً من الناس يعتبرون هذا الخلل عرضا من اعراض تقدم السن ولكن يجب ألا ننسى ان جميع الناس في كل الأعمار يمكن أن يحدث لهم وبصفة مؤقتة انغلاق بالذاكرة.

يقول العلماء المتخصصون في هذا المجال ان الذاكرة تشبه العضلة، فكلما زاد استعمالها حدث لها ضمور سريع فاذا عمل نفس الشيء مع الذاكرة يوما بعد يوم فان عقلك لن يعمل بالطريقة المطلوبة لكي يظل حادا وثاقبا بغض النظرعن السن
وهناك علاجات مختلفة طبيعية يمكن ان تساعد في تحسين مشكلات الذاكرة ومن اهم هذه العلاجات ما يلي:



1- العلاج بالعطور:
تقول العشابة من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الامريكية جين روز رئيسة الجمعية القومية للعلاج الشمولي بالعطور ومؤلفة كتاب: (AROMATHERAPY APPLICATIONS AND INHALHTIONS) تقول جرب استعمال أجزاء متساوية من الزيت الطيار لنبات ابرة الراعي المعروفة علميا باسم GERRANIUMMACULATUM وهي نبتة معمرة يصل ارتفاعها الى 60 سم لها اوراق عميقة التشقق وأزهار ارجوانية الى قرنفلية وثمر يشبه المنقار والجزء المستعمل من هذه النبتة جميع الأجزاء بما في ذلك الجذور والزيت الطيار لنبات اكليل الجبل او ما يعرف بحصا البان وهو نبات عشبي معمر يصل ارتفاعه الى حوالي متر وعرف علميا باسم ROS MARINS OFFICINALIS والجزء المستعمل من هذه النبتة جميع اجزاء النبات عدا الجذور حيث يؤخذ اجزاء متساوية من الزيوت العطرية للنباتين المذكورين وتوضع في مبخرة نار ويستشم الدخان المتصاعد من المبخرة حيث يغذي هذا الغاز المتصاعد مباشرة الجهاز الطرفي وهو جزء من المخ يتحكم في التذكر والتعلم وتضيف ان نبات ابرة الراعي له خواص مضادة للاكتئاب ونبات اكليل الجبل له تأثير منبه على الذاكرة واذا جمع هذان النباتان معا فان هذا سيؤدي الى تأثير قوي.



2- العلاج بالطب الايورفيدي:

يقول دكتور فاسانت لاد مدير المعهد الايورفيدي في انبو كويرك بنيومكسيكو أن خليطا من الزعفران مع الجوتوكوا يساعد كثيرا في تحسين الذاكرة.



والزعفران من النباتات المشهورة على مستوى العالم حيث يؤخذ حفنة من الزعفران مع ملء ملعقة كوب من الحليب المغلي ثم يترك لمدة 15دقيقة ثم يشرب وذلك بمعدل مرة واحدة فقط في اليوم ولمدة شهر ثم لاحظ ما اذ تحسنت ذاكرتك ويضيف دكتور لاد اذا كنت لا تعاني من حساسية لمنتجات الألبان فيمكنك الاستمرار في شرب هذا المخلوط لأطول مدة ترغبها.



3- العلاج بالطعام:

يقول دكتور مايل ايه كلابر اخصائي طب التغذية في بومباتو بيتشي في فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية ومدير معهد التثقيف والبحث الغذائي، وهي منظمة مقرها الرئيسي في مانهاتن بيتش بكاليفورنيا "إن تناول الأغذية قليلة الدسم يساعد على فتح الشرايين ويحسن من تدفق الدم، وللإقلال من الدسم في غذائك فإنه يقترح الامتناع عن تناول اللحوم الدسمة للأبقار والضأن واستبدال الشحوم المتشبعة مثل الزبد والسمن بزيوت غير متشبعة مثل زيت الكتان والعصفر وهي متوفرة في معظم محلات الأغذية الصحية.

4- العلاج بالأعشاب:

الجنكة: يقول الدكتور فارو اي تايز استاذ علم العقاقير بجامعة بوردو في مدينة وست لافيان بولاية انديانا بامريكا، ان الجنكة وهو نبات شجري معمر هو واحد من اقدم الأشجار على كوكب الأرض ونبات الجنكة والذي يعرف بشجرة المعبد Ginkgo وعلميا باسم Ginkgo Biloba يصل ارتفاعه الى حوالي 30 متر وله أوراق قلبية الى مروحية جميلة الشكل وبثمار تشبه بيض الحمام والجزء المستخدم من النبات الأوراق والبذور بعد ازالة قشرتها، الموطن الأصلي لنبات الجنكة الصين واليابان وتزرع في المزارع الكبيرة في الصين واليابان وفرنسا وكارولينا الجنوبية بالولايات المتحدة الامريكية تحتوي الأوراق على فلافونيدات وجنكوليدات وبيلو باليدات.



لقد استخدموا اخصائيو الأعشاب الصينيون الجنكة منذ آلاف السنين والتي تزيد تدفق الدم الى المخ ولأجزاء أخرى من الجسم، لعلاج مشكلات المخ والجهاز الدوري. ويوصي الدكتور تيلور باستعمال مركبات الجنكة لعلاج مشكلات الذاكرة ويحتاج الشخص الى شهر حتى ثلاثة أشهر قبل أن يلاحظ اي تحسن في ذاكرته، والجنكة هي الدواء العشبي الأكثر مبيعاً في فرنسا والمانيا حيث يأخذها الملايين يوميا من اواسط العمر وما يلي لتحسين دوران الدم في الدماغ والذاكرة وخفض احتمال الاصابة بالسكتة ولعلها من أكثر الأعشاب فائدة في علاج الخرف عند كبار السن، ويوجد مستحضرات منها في جميع انحاء العالم تباع في محلات الأغذية التكميلية.



الافسنتين:
شيبة العجوز - كشوث رومي - راشكه - دَمسيسه - خُترق - دسيسة .

يوجد نبات آخر هو الأفسنتين وهو عشب يبلغ ارتفاعه حوالي متر وربع المتر ساقه عمودي مغطى بشعيرات حريرية الملمس رائحته عطرة والأوراق مجنحة سطحها الأعلى مكسو بشعيرات دقيقة فضية اللون لها أزهار على هيئة سنابل بألوان صفراء.

تعرف علميا باسم ARTEMISIA ABBINTHIUM الجزء المستعمل من النبات جميع أجزائه عدا الجذور يحتوي النبات على زيت طيار ولاكتون تربين احادي نصفي وفيتامين من أ. يستعمل الافسنتين على نطاق واسع حيث يستعمل مغليه في تقوية الهضم وأجهزته (المعدة، الامعاء والكبد) ويطرد الغازات المعوية ويقوي الذاكرة، ويقلل النسيان والشعور بالخجل وينشط الشعور النفساني بوجه عام، كما انه اذا استعمل بعد الولادة فانه يساعد على تنظيم الرحم مما بقي فيه من أجزاء من المشيمة اوالجنين الميت ومن الافرازات واستعماله في بداية الولادة يقوي الطلق ويسهل الوضع يؤخذ ملء ملعقة كبيرة وتوضع في ملء كوب ماء مغلي ويترك مغطى لمدة عشر دقائق ثم يصفى ويشرب بمعدل كوب صباحا وآخر في المساء.



الكندر:
كما يوجد نبات ثالث يستخدم للذاكرة وهو الكندر او ما يعرف باللبان الذكر او اللبن المر او الشحري OLIBAN وهو عبارة عن افراز صمغي راتنجي يفرز من نبات شوكي لا يزيد ارتفاعه عن ذراعين ويتكون هذا الافراز من 60% مادة راتنجية وحوالي 50% صمغ وحوالي 5% زيت طيار ومادة تسمى "أوليبين" يستخدم الكندر في هضم الطعام وطرد الغازات وجيد للحمى وضد السعال ويقطع نزف الدم من اي موقع وينشف رطوبات الصدر ويقوي المعدة الضعيفة وهو من المواد التي تساعد على الحفظ وجلاء الذهن ويذهب بكثرة النسيان والطريقة أن يؤخذ منه ملء ملعقة وتوضع في ملء كوب ماء ويترك لينقع مدة ثلاث ساعات ثم يشرب بمعدل كوب واحد مرة واحدة في اليوم.



العرقد الصيني:
وهناك نبات رابع لعلاج مشكلات الذاكرة وهو نبات العرقد الصيني Lycium وهو نبات شجري معمر يصل ارتفاعه إلى أربعة أمتار له أوراق خضراء زاهية وعينات قرمزية اللون وهو نبات صيني مشهور مقوي وقد ذكر الأول مرة في كتاب "تحفة المزارع الألاهية الموضوع في اول القرن الميلادي، يعتقد في المأثور ان هذه العشبة تطيل العمر ويقال ان عشابا صينيا عاش 252سنة وقد عزي طول عمره إلى الأعشاب المقوية بما فيها نبات العرقد الصيني، واليوم تلقى عينات وجذور هذا النبات استخداما طبيا شاسعا.



يعرف النبات علميا باسم Lycium Chinense ينبت العرقد الصيني في أنحاء كثيرة من الصين والتبت ويزرع في مناطق شاسعة في الصين يحتوي العرقد الصيني على فيسالين وكاروتين وفيتامينات ب1، ب12، ج وحمض القرفة وحمض البسليك، يستخدم جذور العرقد الصيني كمنبهه للجهاز العصبي نظير الودي الذي يتحكم في الأفعال البدنية اللاارادية كما يرخي عضلات الشرايين ومن ثم يخفض ضغط الدم. وهو مقو للدم وبالأخص عينات العرقد الصيني وتحسن الدورة الدموية وتقوي الذاكرة وهي تحسين الدوران وامتصاص الخلايا للمواد الغذائية وتساعد في كثير من الأعراض منها الدوار والطنين وتشوش الرؤية وتعتبر عنبات العرقد جيدة لقصور البصر، يؤخذ ملء ملعقة من عنبات العرقد الصيني المجففة وتوضع في ملء كوب ماء مغلي وتعطى لمدة 15دقيقة ثم تصفى وتشرب مرة في الصباح وأخرى في المساء لتحسين الذاكرة. نقلا عن جريدة الرياض الاثنين 01 رجب 1425العدد 13205 السنة 40


حرمل :
نبت معروف وهو نوعان ، ابيض وهو العربي ، واحمر وهو العامي المعروف ويسمى بالفارسية إسفند . والعامة تدعوه غلقة الديب او حرمل ، وهو نبات يرتفع ثلث ذرع ويفرع كثيرا ، وله ورق كورق الصفصاف ، ومنه مستدير وزهره أبيض يخلف ظروفآ مستديرة مثلثة داخلها بزر أسود كالخردل سريع التفرك ثقيل الراثحة ، يدرك أواثل حزيران وتبقى قوته أربع سنين ، وهو حار في آخر الثانية يابس في الثالثة ، يذهب الباردين وأمراضهما كالصداع والفالج واللقوة والخدر والكزاز وعرق النسا والجنون ونحوه والصرع ووجع الوركين والمغص والإعياء والقولنج واليرقان والسدد والإستسقاء والنسيان ويحسن الألوان ويزيل الترهل والتهيج شربا وطلاء .



حصا البان:
من الادوية العشبية الآمنة الاستعمال وعُرف عشب حصى البان منذ قديم الزمن.. فيذكر أن الطلاّب الإغريق كانوا ينثرونه على رؤوسهم لاعتقادهم بأنه مقوٍ للذاكرة ، ويمكن اضافة قطرات من خلاصة حصا البان على الشامبو وفرك فروة رأس المصابين بمرض الزهيمر بهذا المستحضر فقد وجد انه يعيد الذاكرة تدريجياً.



الزنجبيل :
ولتقوية الذاكرة وللحفظ وعدم النسيان ، يؤخذ من الزنجبيل المطحون قدر 55 جرام، ومن اللبان الدكر (الكندر) 50 جرام، ومن الحبة السوداء50 جرام تخلط معا وتعجن في كيلو عسل نحل وتؤخذ منه ملعقة صغيرة على الريق يوميا مع صنوبر وزبيب.



المرمية Sage:
المرمية نبات عشبي معمر عطري يعرف علمياً باسم Salvia officnalis وقد قال عنها العالم جيرارد في القرن السابع عشر ان المرمية تقوي الذاكرة الضعيفة وتعيدها في وقت قصير، وقد اكد الباحث الانجليزي هذه المقولة حيث اثبتوا أن المرمية تهبط الأنزيم المسئول عن تحطيم استيايل كولين الدماغ والذي يسبب الزهيمر.



الزبيب :
في الطب النبوي لابن قيم الجوزية : أجود الزبيب ما كبر حجمه ورق قشره ونزع عجمه. وإذا أكل وافق الرئة ونفع من السعال ووجع الكلي والمثانة ويقوي المعدة ويلين البطن.وهو بالجملة يقوي المعدة والكبد والطحال نافع من وجع الحلق والصدر والرئة وفيه نفع للحفظ وتقوية الذاكرة.



الفلفل الأبيض :
الفلفل الابيض يوضع مع الطعام " بهار " يزكي الذاكرة.



حبوب اللقاح :
استخدمت حبوب اللقاح بنجاح تام في علاج الاضطرابات العصبية ومنها: التوتر العصبي ، الإرهاق والتعب الشديد ، حالات الانهيار العصبية مع صورة صحية متدهورة ، اضطرا بات الذاكرة .



القرفة " الدارسين " :
يساعد مشروب القرفة الساخن المحلى بعسل النحل على مقاومة التقلصات المؤلمة بأنواعها المختلفة مثل تقلصات المعدة أو تقلصات العضلات أو آلام الطمث و الولادة ، وقيل هي نافعة للنسيان وتقوية الذاكرة .



والجينسينج :
ينفع الجينسينج في حالات تحسين الذاكرة وزيادة التركيز.



الزعرور Hawthorn:
والمعروف علميا باسم Crataegus Oxyacantha وهو عبارة عن شجرة لها اوراق مفصصة كبيرة وازهار وردية كثة بيضاء، توجد في مجاميع زهرية وثمارها عنبية حمراء اللون جذابة جدا.الزعرور اذا اخذ مع الجنكة فان له تأثيرا جيدا على الذاكرة حيث يقوم بتحسين الدورة الدموية في الدماغ وهذا يزيد من كمية الاوكسجين في المخ.



الجوز " عين الجمل" :
ولعلاج ضعف الذاكرة الذي يشكو منه الابناء خلال فترة الدراسة، ينصح بالإكثار من تناول عين الجمل والصنوبر والزبيب، وكذلك شرب مغلي لبان الذكر والزنجبيل والحبة السوداء (حبة البركة) وحب الفهم (المسمى البلادر) والهندباء البرية فور الاستيقاظ من النوم أي قبل تناول أي شيء آخر، مع تحليته بعسل النحل الذي جعله الله شفاء للناس.



جذمور عرق الوج SWEET FLAG :
ويسمى عود الايكر او عود الوج ويعرف بالانجليزية بعدة اسماء مثل جذر الفأر والدارسين الحلو والقلم الحلو والمرتة الحلوة والجذر الحلو اما علمياً فيعرف باسم ACORUS CALAMUS من الفصيلة النجيلية. يحتوي الجذمور على زيت طيار ويحتوي هذا الزيت على مادة تعرف باسم ISOASARONE ونسبتها بسيطة إلا أنها سامة وهذه المادة لا توجد في عود الوج الامريكي وانما توجد في بعض الانواع الاخرى، وعود الايكر له استعمالات كثيرة منها ضعف الشهية وحموضة المعدة وتقوية الذاكرة وتنشيط المخ وبالاخص في سن الشيخوخة.



الحجامة :
وهي من أفضل ما يعالج به النسيان .

أطعمة لزيادة القدرة على الانتباه والإبداع

هناك أطعمة معينة يمكن أن تقوي قدرتنا على الانتباه والإبداع، ومن هذه الأطعمة:

الجمبرى: يمد الجمبري الجسم بأحماض أوميجا - 3 الدهنية المفيدة التي تطيل القدرة على الانتباه بشكل جيد.
البصل: يفيدنا البصل عندما نكون تحت ضغط ذهني وعضوي شديد لفترة طويلة. كما أنه يخفف الدم فيحصل المخ على الأوكسجين بشكل أفضل.
المكسرات:
مثل عين الجمل، الفستق، الفول السوداني: تقوى الأعصاب وتزيد الانتباه عن طريق تنشيط الموصلات العصبية الضرورية للحصول على المعلومات.
الزنجبيل:
المواد التي يتكون منها الزنجبيل تساعد المخ على الوصول لأفكار جديدة، كما أنه يساعد على تخفيف الدم حتى يتدفق بسهولة أكبر إلى المخ مما يسمح بدخول كمية أكبر من الأكسجين إلى المخ.
الكمون: الزيوت المتبخرة التي يحتوى عليها الكمون تحفز الجهاز العصبي من أجل التفكير المبدع. هذا ويتم تحضير فنجان الكمون باستخدام ملعقتين صغيرتين كمون.
امور تساعد على تنشيط الذاكرة


سأذكر هنا باختصارالأمور التي ذكر الأطباء أنها تساعد في المحافظة على (الذاكرة)
ومايعانيه كثير من الناس من ضعفها وكثرة النسيان مع تقدم العمر :-

1- ممارسة الرياضة :


قد يتخيل كل من يقرأ هذا المصطلح وجود مشقه من حيث
المجهود والوقت ولكن المقصود هو ممارسة أي نشاط بشكل منتظم يحرك الدم
في الجسم ومن الأمثله على ذلك:-

أ)المشي:-على أقل تقدير 3 أيام في الأسبوع،وكل مره 30 دقيقه.
ب)ممارسة تمارين إعتيادية
( سويديه ) بشكل منتظم ، والتي تعتمد على تحريك متناسق
لليدين والرجلين والخصر،بالإضافه إلى تمارين البطن المعروفه،وكل هذا لمدة

30 دقيقه وفي أي مكان في المنزل .

2-النوم:


قد يشكل نتيجه ايجابيه أو سلبيه كالتالي:-
أ)إيجابي :النوم من 6 الى 8 ساعات متواصله ليلاً وفي وقت محدد قدر الإمكان ، وهذا إيجابي للجسم
وبالتالي للمخ وبالتالي للذاكره.
ب)سلبي: وهو النوم الزائد عن 9 ساعات لمتوسطي العمر،فهذا يتسبب في خمول الذاكره وتراجعها.

3-الغذاء:-


الموضوع متشعب ولكن باختصار يجب التركيز والإهتمام بتناول الفاكهه ( أي نوع ) مرتين في
اليوم وضرورة احتواء وجبات الطعام على أي نوع من الخضار والورقيات والهدف هنا الحصول على
كميه كافيه من فيتامين B12 لعلاقته المباشره بالذاكره.

4-القراءة:-


تنشيط الذاكره وتمرينها بالقراءه والمطالعه ومحاولة حل بعض الألغاز عامة، وبخاصة التي تعتمد على الأرقام شفوياً دون كتابه .
لبان الدكر وتقوية الذاكرة
إن منقوع لبان الدكر أو الكندر مفيد لتقوية الذاكرة ولكن يجب أن يتم خلطه كالتالي:



  • <LI style="FONT-VARIANT: normal; FONT-STYLE: normal; FONT-FAMILY: arial, verdana, helvetica; FONT-SIZE: 12pt; FONT-WEIGHT: bold">55 جرام من الزنجبيل المطحون. <LI style="FONT-VARIANT: normal; FONT-STYLE: normal; FONT-FAMILY: arial, verdana, helvetica; FONT-SIZE: 12pt; FONT-WEIGHT: bold">50 جرام من اللبان الدكر.
  • 50 جرام من الحبة السوداء
ويتم خلطها معآ وتعجن في كيلو عسل نحل
ثم يتم تناول ملعقة صغيرة في الصباح الباكر عند الإستيقاظ مع الصنوبر والزبيب

والجدير بالذكر أن شرب منقوع لبان الدكر صباحآ مفيد ايضآ لحالات البلغم المحتقن اللزج أسفل الحلق والذي يسبب إزعاجآ عند النوم والإستيقاظ




رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة

برنامج Call ******* v1.1.34 لادارة مكالمات الهاتف


.·´¯`·-> : إسم البرنامج : <-·´¯`·.

Call ******* v1.1.34 S60v3 v5 ^3

.·´¯`·-> : صورة البرنامج : <-·´¯`·.



.·´¯`·-> : معلومات ووصف البرنامج : <-·´¯`·.

البرنامج متوافق مع جميع الجوالات التي تعمل بنظام سيمبيان بكل الاجيال

Always in *******. You teach your children not to talk to strangers, but don’t you wish there was away to make sure? With Call *******, you can be certain that at least on the phone, they will always be protected, even when you’re not around. With this app, your
child will never talk to or message people he/she should not. Call ******* (CC) blocks all incoming andoutgoing voice and video calls, SMS and MMS from and to numbers not on the phone’s contact list, plus all incoming WAP push messages. The application also prevents any changes in the contact list and keeps a record of all call and messaging activity, for you to review later. Parental ******* just became more efficient! An intuitive and straightforward application, Call ******* can be set up in a matter of seconds. Simply start the application and enter a password: CC will start blocking all unauthorized calls and messages and protect your family, friend,
employee – anyone on whose mobile phone you install CC. The password will ensure that no one but youcan disable the app or meddle with the history log

Additional features include:
· Kill protection – protect CC from being disabled by third-party applications.
· Detailed activity log – see all phone activity (calls, messages, contact-list change attempts) with the exact time they occurred and read the full text of all SMSs.
For enhanced features such as remote call ******* management and application of call restrictions to multiple devices at once, please check out Call ******* Pro (call-*******.net) – an extended web- based version of Call ******* with a remote ******* panel and additional call- filtering features.

What’s New in This Release:
· Full support for Symbian^3 devices
(Nokia N8, E7, C7, etc)

Requirements :
· S60 3rd Edition Devices
· S60 5th Edition Devices
· Symbian^3 Devices / Anna / Belle
رابط التحميل

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

فتاة هـــــزت أركان شــــاب !!!


.
.
.

.

حاول شاب أن يستوقف فتاة ليصف لها مدى إعجابه بها .....

ولكن الفتاة لم تكن صيدا سهلا .. كباقي الأسماك المغفلة أو ربما البريئة ..

ردت عليه بطريقة جعلته يدور حول نفسه دورة كاملة ويهتز في مكانه ..

والأكثر من هذا أنها قلبت طريقة تفكيره وجعلته يغير نظرته القزمة تجاه كل فتاة أراد أن يتسلى بها ..

أتعرفون .. بما وكيف ردت عليه ..

بهدوء الواثقة العاقلة قالت له :

أيُّها الشابُ النبيلُ تنحّى .. إن مازالتْ فيكَ نخوةٌ عربية ..

سألتُكَ إن بقيتْ فيكَ ذرةُ كرامةٍ .. دعني أمُرُّ ولا تُكثر عليَّا ..

لديَّا مُحاضرةٌ أو موعدٌ أم أبي ينتظِرُني .. أنتَ لا يعنيكَ بِما لديَّا ..

لو كُنتَ تراني أميرةً في نظرِك .. فدعني أراكَ فارِساً عربيا ..

دعني أُصدِّقُ أنَّ الرُجولةَ مازالت في شبابِنا .. أم أنّكُم ترتدونها في المُناسباتِ الرسميِّة ..

أو في غُرفِ نومِكُم .. وعلى مقاعِدِكُم .. أو عِند مُحاولةِ صيدِ فتاةٍ غبيِّة ..

أنا كأُختك .. ولا أضُنُّكَ ترتضي لأُختِكَ هذا
أم أنَّها مُحرّمةٌ .. وأنا مسموحةٌ وشرّعية ..

أم أنَّها عذراءٌ ومُقدَّسةٌ بِالنسبةِ لكَ .. وأنا لستُ مِثلها صَبيِّة ..

أيُّها الصديقُ الشهمُ .. تَفضّل إن كانَ عِندكَ ما تقولُ
كُلِّي آذانٌ صاغية .. فأنا لكَ صَديقةٌ وفيِّة ..

ولكِن مِن فضِّلك ... لو سمحت

لا تبدأ في الحديثِ المُمِّلِ ذاته .. أَنّني أُعّجِبُكَ وأنَّكَ
على استِعدادٍ أن تتقدمَ رسميِّا ..

وأننّي مُنذُ بدايةِ العامِ أُفكِّرُ بِكِ .. ولا أنامُ ولا أآكلُ
تَصوّري .. حياتي تَلخبطت كُليَّا ..

وأنني وأنني ...

فهذا اللِسانُ ما عادَ يقطُرُ عسلاً .. ولا يحمِلهُ سِوى الأغبياء
ولستُ أتَشرّفُ إن جئتني غبيَّا ..

صَعَدَ العالمُ إلى القمرِ ومازلنا نُقزِّمُ فِكرنا بِالتفاهاتِ العاطِفيِّة ..

ومازالَ أقصى ما يَصِلُ إِليّهِ فكرُنا .. كيفَ نواجِهُ تِلكَ الصبيِّة ..

وماذا نَقولُ .. وكيفَ نَقولُ .. وأيَّ قِناعٍ نلبسُ وأيَّ شخصيِّة ..

تنّحى حضرةَ المُحّتَرم .. فلا ترضى إِمرأةٌ كريمةٌ أن تُرى هكذا

ولا أَضُنُّ أنَّ رجُلاً كريماً يَرتضي لي نظرةً دُونيِّة ..

فاحفظ ماءَ وجهِكَ وتوكّل على الله ..

إن كانتْ أوقاتُكَ لهوٌ وعَبثٌ .. فأوقاتي يا سيِّدي ذَهبيِّة


،،

نقلاً

ربنا يصلح شباب المسلمين وبنات المسلمين

رسالة عاجلة من الشيخ كشك إلى الأنبا شنودة رأس الفتنة في مصر

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة عاجلة من الشيخ كشك إلى الأنبا شنودة رأس الفتنة في مصر

المصريون وثقافة التسامح

"أيدي خفية تعبث بأمن مصر وتهدد استقرارها"
عبارة كربونية تكررت عقب كل حادث انفلات أمني أو فتنة طائفية تقع في مصر منذ الإطاحة بنظام مبارك الفاسد، عبارة أصبحت مثل الإكلاشيه أو المشجب الذي يعلق عليه كل الفتن والاضطرابات والفوضى التي تضرب مصر بقوة، وتحديدًا منذ ظهور نتائج الاستفتاءات على التعديلات الدستورية، والتي كانت على ما يبدو إشارة البدء في حملة منظمة ومرتبة يقودها "اللهو الخفي" من أجل نشر الفوضى والاضطرابات في مصر.
مصر كانت تعيش حالة فريدة من التكاتف والتلاحم أثناء ثورة الشعب المصري ضد الطاغية مبارك، فالجميع كأنه نسيج واحد، الشعب المصري بجميع أطيافه في حالة اصطفاف ميداني على مطلب سقوط النظام الاستبدادي، وظلت حالة السكرة بهذا النموذج الحضاري الفريد مستمرة حتى حانت لحظة الفراق وتمايز الصفوف وكشف النوايا، وهي لحظة الاستفتاءات الدستورية حيث اختارت التيارات الإسلامية ومعها الغالبية الساحقة للشعب المصري الموافقة على التعديلات، وهي الموافقة التي كانت ستسرع وتيرة الانتقال لحكم مدني وعقد الانتخابات وتكوين مؤسسات الحكم النيابية والتشريعية والتنفيذية، في حين تبنت الكنيسة معسكر الرافضين للتعديلات بدعوى كتابة الدستور أولاً قبل الانتخابات، وحقيقة خلال هذا الاستفتاء جرى تجييش ديني متعمد من كلا المعسكرين، فبعض الرموز الإسلامية ألبست الموافقة ثوب الإيمان وألحقتها برتبة الواجبات التي لا يحل تركها بحال، وفي المقابل شط معسكر الكنيسة وأعلن أن من يصوِّت بنعم فقد عادى المسيح ـ عليه السلام ـ وهكذا كانت الاستفتاءات بداية الاستفاقة من عارض التسامح بين الفريقين، ربما يسارع البعض فيعترض على لفظة "عارض التسامح" هذه، ولكني أوضح هذا المعنى فأقول: إن الأصل في الحالة المصرية التاريخية هو التسامح، ولكن هذا التسامح مر بعدة منعطفات أخرت التسامح لصالح الاحتقان والتوتر، وظلت تؤخره حتى أصبح الاحتقان هو الأصل والتسامح هو العارض.
فأولى المنعطفات كانت أيام الحملات الصليبية على مصر والشام أيام حكم المماليك وليس الأيوبيين، وهي الحملات التي انطلقت من جزيرة قبرص التي تولت كبر إرسال الحملات الصليبية على العالم الإسلامي بعد خفوت قوة الدول الكبرى مثل فرنسا وإنجلترا وألمانيا، وملوك قبرص الصليبيون ظلوا يشنون الحملات على مصر والشام لقرابة القرن ونصف من الزمان [ 1250 م ــ 1382] خلال هذه الحملات برزت بعض التصرفات السلبية من نصارى مصر والشام حيث أظهروا تعاطفًا مع هذه الحملات وتأييدًا خفيًّا لها، بل واشتراكًا فعليًّا وحقيقيًّا عندما قام بعض النصارى المصريين سنة 721 هـ ـ 1320م  بحرق أجزاء كبيرة من القاهرة مستخدمين مواد كيميائية أمدهم بها القبارصة، وكان من شأنها أنها تشتعل ببطء وبعد فترة، فأحرقت مساجد وجوامع وقصورًا وأماكن حسنة كثيرة، وقَنَتَ الناس في الصلوات واشترك الجميع في إطفاء الحريق حتى الأمراء أنفسهم، ثم انكشفت الجريمة بسبب كتاب تهنئة أرسله ملوك قبرص للجناة على جريمتهم الشنيعة، فعاقبهم السلطان المملوكي وقتها ـ سيف الدين تنكز ـ عقوبات كبيرة ورادعة، ولكنَّ المصريين أصابتهم الصدمة من خيانة هؤلاء النصارى لبلادهم، وأصبح النصارى لفترة طويلة محط شكوك وظنون السلاطين المماليك والشعب المصري.
ثاني المنعطفات كان عند دخول الاحتلال الفرنسي بقيادة بونابرت إلى مصر سنة 1798م ـ 1214 هـ، وأراد بونابرت أن يخدع المصريين فأظهر احترامه للإسلام وأنه جاء بأمر الخليفة العثماني للقضاء على ظلم المماليك، ولكنَّ المصريين قد فطنوا لخديعته وتعاملوا معه على أنه عدو صليبي حاقد يستهدف دينهم وبلادهم، ولكن الصدمة العنيفة تمثلت في رد فعل النصارى في مصر حيث انضمت أعداد كبيرة منهم للجيش الفرنسي وتم تشكيل ما عرف بالفيلق القبطي في الجيش الفرنسي، وكان يقوده واحد من أشد الناس حقدًا على مسلمي مصر وهو المعلم يعقوب حنا، وهذا الفيلق بلغ عدد أفراده قرابة العشرة آلاف قبطي وهم الذين تولوا هدم حي بولاق في ثورة القاهرة الثانية سنة 1800 على رؤوس ساكنيه، وفعلوا الأفاعيل البشعة والوحشية بحق مسلمي مصر، ولما خرج الفرنسيون من مصر خرج هؤلاء الأقباط معهم إلى فرنسا خوفًا من انتقام المصريين، وكانت هذه الحادثة بداية ما عرف بالمشكلة القبطية المعاصرة في مصر، حيث تبدلت حالة التسامح بدرجة كبيرة وأصبح الشك والتوتر والارتياب هو عنوان العلاقة بين المسلمين والنصارى في مصر.
ثالث المنعطفات كانت حادثة العربجي والمالطي والتي سبق وأن تكلمنا عنها في مقال منفرد وقد وقعت سنة 1876 م وفيها اختلف عربجي مصري مع مالطي على أجرة النقل وتحول الخلاف إلى معركة عنيفة قتل فيها العشرات ومعظمهم من الأجانب وجرح المئات واستغلت إنجلترا هذه الحادثة لتبرير هجومها على مصر واحتلالها لأراضيها بدعوى حماية الأقليات القبطية، وتحت هذا العنوان ظل الإنجليز يحتلون مصر لأكثر من سبعين سنة تغيرت فيها معالم مصر الثقافية والحضارية والاجتماعية بدرجة كبيرة جدًّا.
وأما رابع هذه المنعطفات وأخطرها وأطولها فهو تولي شنودة الثالث كرسي البابوية سنة 1971م، حيث كانت ولايته فاتحة عهد جديد من التصعيد والتوتر في العلاقة بين المصريين والنصارى في مصر، فشنودة شخصية في غاية الخطورة والتطرف، له أجندة خاصة وليست خافية على أحد، فهو يؤمن أشد الإيمان بأفكار جماعة الأمة القبطية المتطرفة التي كانت تريد أن تقيم دولة خاصة للأقباط في مصر، وهي الجماعة التي اختطفت البابا يوساب الثاني سنة 1955 وأجبرته على التنحي في قصة مشهورة، والمتابع لملف التسامح المصري منذ تولي شنودة يجد أنه يكاد يقع في حافة الهاوية بسبب سياسات شنودة الطائفية والانعزالية وطموحات الاستقلال عنده، فشنودة أجج مشاعر النصارى في مصر ونقلهم لحالة التثوير والانتفاض وحمل السلاح، وكرس عندهم مشاعر الانعزالية والتفرد والاختلاف، وغيَّر مفهوم المواطنة والانتماء، فالنصارى اسمهم الآن رعايا البابا أو شعب الكنيسة، ولا يطلقون على أنفسهم اسم المصريين إلا في المناسبات العامة، أما فيما بينهم فهم شعب الكنيسة وعيال قداسة البابا!
شنودة سيدخل خلال شهر عامه الأربعين في منصبه كبابا للنصارى في مصر، وخلال الأربعين سنة فقد المصريون تمامًا مشاعر الود والتسامح والرحمة فيما بينهم، فعشرات الحوادث الطائفية، وضحايا بالمئات، وحرائق ودمار لقرى بأكملها، ولا يكاد يمر عام بدون حادث طائفي بسبب كنيسة تُبنى أو فتاة تسلم أو غير ذلك من الأسباب التي كان من اليسير جدًّا حلها لو بقيت حالة التسامح المصرية على أصلها، وبالقطع لا يمكن أن نتجاوز الدور الكبير الذي لعبه نظام مبارك الفاسد في اللعب على أوتار الفتن الطائفية لإبقاء الشعب في حالة قتال داخلي ولا يطالب بحقوق أو عدالة أو حرية، وما جرى في حادثة تفجير القديسين ليس ببعيد.
المصريون الآن أمام أخطر هذه المنعطفات فالبقية الباقية من التسامح المصري على وشك الذهاب إلى غير رجعة، وعندما يكون الشك والريب والتوتر وسوء الظن هو الأصل في العلاقة بين مكونات أي شعب فهذا الشعب على وشك الاحتضار والخروج من ذمة التاريخ، لذلك وجب على العقلاء من كل جانب التداعي لكلمة سواء لوأد هذه الفتن المتلاحقة والجلوس على مائدة الحوار المفتوح لنسمع فيه مطالب كل فريق ونستل فيه حالة الاحتقان من النفوس، ونتحاكم فيه إلى قواعد العدل والحق والقانون والعقل السليم، بعيدًا عن لغة التهديد وحمل السلاح والاستقواء بالخارج أو الاستقواء بالأغلبية، لأن الخاسر في النهاية هو الجميع، ولسنا مطالبين أن نشهد لبعضنا البعض بالإيمان وصحة المعتقد، بقدر ما نحن مطالبون أن نقر لبعضنا البعض العيش في أمان وسلام وحرية معتقد، غير ذلك ستظل الفتن الطائفية الواحدة تلو الأخرى تعصف بالبلاد حتى نصل لمرحلة الحرب الداخلية المفتوحة، ويا لها من خاتمة مروعة لثورة عظيمة.

نصارى مصر : أقلية مضطهدة أم أقلية سعيدة أم أصحاب أرض

بسم الله الرحمن الرحيم
حلقة من برنامج مفاهيم 
على قناة النــــــــاس
لفضيلة الشيخ المهندس / عبد المنعم الشحات
المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية 
بعنوان :
نصارى مصر : أقلية مضطهدة أم أقلية سعيدة أم أصحاب أرض
روابط التحميل 

الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

حس يا ........... حسون

ليس عند المسلمين في الموت شماتة، وليس من خلقهم التشفي في مصارع القوم، ليس لنا أمام مثل هذه المصائب والنوازل إلا الاعتبار والتدبر والتعجب من قدرة العلي الحكيم، فكأس المنايا دائر على الجميع، وما من أحد إلا وسيتجرع منه عاجلاً أو آجلاً، ولكنها العبر والعظات من صروف الدهر وحوادث الزمان.
ـ يوم الأحد لقي الشاب سارية مصرعه في حادثة قتل متعمدة، عندما أطلق عليه النار من سيارة مسرعة مرت بجواره وهو خارج من كليته للاقتصاد والسياسة بدمشق، وسارية شاب في مقتبل شبابه، متفوق دراسيًّا، مهذب أخلاقيًّا، وهو مثل كثير من الشباب السوري المثقف، وليس له ذنب يقتل به فيما نعلم، ولا جريرة يؤخذ بها إلا جريرة ليست له في اختيار ولا مقدار، وهي كونه الابن الأصغر لواحد من أكثر الشخصيات بغضًا وكراهية لدى الشعب السوري، فسارية هو ابن مفتي سوريا بدر الدين أحمد حسُّون، أو مفتي الشبيحة كما يطلقون عليه الآن في سوريا.
ـ المفتي حسُّون يعتبر تجسيدًا كاملاً لمعنى الشيخ الرسمي وعلماء السلطة الذين لا يجرؤ الواحد منهم على قول الحق، وغاية وجوده تبرير كل مواقف الرئيس، والثناء على كل قراراته، والتهليل والتبريك لكل خطواته، المفتى حسون ليس بدعًا من علماء السلطة وخدمة النظم الاستبدادية القهرية، فشأنه في ذلك شأن طابور طويل من المفتين العابثين بأصول الدين من أجل رضا الجالس فوق الكرسي، شأنه شأن مفتي القذافي "علي أحمد بوصونة" الذي كان يبيح دم الثوار ويحلل للقذافي قتلهم وتشريدهم، وشأن مجلس علماء اليمن الموالي للسفاح صالح والذي أفتى بحرمة المظاهرات ضد صالح وجواز قتل المتظاهرين بدعوى أنهم خوارج على ولي الأمر، وشأن مفتي مصر الذي كان يفتي بحرمة النقاب وحل فوائد البنوك، وجواز الارتداد عن الدين واعتناق دين آخر، وشأن مفتي محمود عباس المدعو  د/ الهباش ـ وربما كان له نصيب من اسمه ــ ويتولى منصب وزير الأوقاف في بلدية رام الله، وقد أفتى بقتل كل من يخرج على الولي الشرعي محمود عباس البهائي، والقائمة طويلة وزاخرة بالأسماء، فالتجارة رائجة، والبضاعة وفيرة، وسفلة المسترزقين بالفتات والرضا بالدنيا وزينتها أكثر من هموم القلوب الجريحة للشعوب المقهورة.
ـ المفتي حسُّون فاق كل هؤلاء بجمعه بين عقيدة فاسدة غارقة في التصوف الحلولي، والميل للتشيع الجعفري الرافضي، حتى أنه قد تشيع فعلاً على أصح الأقوال، وأبرز ما دل على ذلك تهجمه على أم المؤمنين عائشة والصحابي معاوية في خطبة الجمعة، والشيعة يبرزون اسمه في كتبهم الدورية عن المتحولين للرفض والتشيع، كما أنه قد أُثر عنه في عدة مواطن إساءة أدب بالغة في الحديث عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أضف عما تواتر من كلام علماء الشام من أنه قد سرق جهد أحد الأساتذة المصريين في تحقيق كتاب الأم للشافعي ونسبه لنفسه، إلى غير ذلك من مظاهر لفساد المنهج والعقيدة والسلوك والأخلاقيات.
ـ أما فيما يتعلق بمواقفه السياسية والتي نأخذ منها العبرة والعظة، فالمفتي حسُّون قبل اندلاع الثورة السورية وبعدها، وقبل تولي بشار وبعد توليه، لم يكن سوى الغطاء الشرعي لهذه الطائفة النصيرية المرتدة عن الدين بيقين وإجماع المسلمين، فهو المبرر والمحلل والمشرع لكل جرائم القتل والسفك التي وقعت بحق شعب الثورة فهو بحق مفتي النظام وشيخ الشبيحة، والمفتي حسُّون منذ أيام الهالك حافظ الأسد وهو متربع على كرسي الإفتاء رغم عدم أهليته بالمرة للمنصب، فهو مفتي لكل العصور ومع كل الرؤساء، يميل حيث مالوا، وطوع إشارة كل رئيس، فهو قد تبنى موقفًا عدائيًّا واضحًا وصريحًا ضد الثورة منذ أول يوم وأصدر صكوك التخوين والعمالة بحق كل الثوار، وأفتى ببوارهم وخلودهم في النار، وجواز قتلهم وسحلهم وتعذيبهم بكل سبيل في المعتقلات والسجون السرية الرهيبة للنظام البعثي الوثني النصيري، وكان وما زال بوق النظام في كل مكان، مما ألقى البغضاء والكراهية له في قلوب الناس حتى أنه لما زار لبنان منذ أسابيع استقبله اللبنانيون بالبيض والطماطم وأهانوه بشدة من جراء مواقفه ضد الثورة السلمية للسوريين، ولكن أشد جرائم المفتي حسون بحق الثورة ادعاؤه الانضمام للثوار في درعا في لقطة فيديو تناقلتها وسائل الإعلام وهو يبكي شهداء درعا والصنمين، ويعلن تأييده لمطالب الثوار وهو الذي أفتى لجنود بشار بسفك دمائهم من قبل، فهو كما يقولون في العامية  المصرية "يقتل القتيل ويمشي في جنازته"، ثم اتضح بعد ذلك أنها مكيدة من سيده الطاغية الذي أرسله للتجسس على الثورة وكشف زعمائها الحقيقيين في خسة ونذالة معهودة عن علماء السلطة في كل زمان ومكان.
ـ المفتي حسُّون اليوم يتجرع من كأس فتاوى إباحة القتل والسفك للعزل والأبرياء من أبناء الشعب السوري، التي أطلقها وبرر لجنود الطاغية بشار بها جرائمهم البشعة، حسُّون اليوم يشيع أصغر أبنائه وثمرة فؤاده وأحب ولده بعد أن قتلته ليست أيدي الغدر والجبن كما يقولون بل قتله ضلال أبيه وتبريره للطغيان والاستبداد، المفتى حسُّون يدفع اليوم ثمن تحالفه مع الشيطان وخدمته للطغيان، فقتل الشاب سارية لم يخرج عن أزلام النظام الذي لا يتورع عن التخلص من أقرب رجاله أقصد نعاله، فهذه الجريمة لا يقدم عليها ثائر شريف مثل ثوار سوريا، فالثورة السورية رغم كل ما تعرضت له من جرائم وحشية مازالت ثورة سلمية لم يرفع فيها الثوار السلاح، ثم ما هي جريمة سارية التي اقترفها ليقتله الثوار؟، وهم ما ثاروا إلا بسبب الظلم والقهر والاضطهاد، فأغلب الظن أن زبانية النظام وشبيحة بشار قد قتلوا سارية ليؤججوا العنف ضد الثورة، ويحشدوا تعاطفًا مع المفتي حسُّون الذي تبوأ مركزًا مرموقًا في سجل أعداء الشعب السوري على مر التاريخ، ويؤكدوا على أكاذيبهم بحق الثورة أنها مجموعة من العصابات المسلحة التي ترتكب الجرائم بحق السوريين الأبرياء.
المفتي حسُّون قد دفع ثمن ولائه وخدمته للاستبداد والطغيان وتبريره للسفك والتعذيب والسحل بأغلى الأثمان، دفعه بأصغر أبنائه، فهلا اعتبر كل مفتي للسلطة وشيخ للنظام الاستبدادي بما جرى لحسُّون؟! وهل تحدث جريمة جديدة في سوريا يكون ضحيتها ولد للبوطي الذي أباح السجود على صورة بشار، أو ولد لحبش أو كفتارو أو غيرهم من كتيبة النظام الشرعية! لتستمر الآيات والسنن تعمل في هؤلاء القوم وهم غافلون.
وأخيرًا، أقول للمفتي حسُّون: إنك لما سكتَّ على مشاهد القتل والتعذيب المروعة بحق السوريين ولم تنكر أو تتكلم، لما رأيت بأم عينيك والعالم بأسره رأى ما فعله زبانية بشار بالطفل حمزة الخطيب من تعذيب ونكال ووحشية، وما فعلوه بالفتاة زينب الحمصي التي قطع رأسها وسلخ جلدها وقطعت أطرافها، لما رأيت ذلك كله ولم تتكلم أصابك الله بما جرى، وعاملك وجزاك من جنس عملك، وما ربك بظلام للعبيد، فحس يا حسُّون!

السبت، 1 أكتوبر 2011

كيف دخل الإسلاميون للعمل الوطني العام ؟


أخرجت ثورة 25 يناير التيار الإسلامي في مصر، بفرقه المختلفة، من دائرة الحظر والقمع إلى دائرة الضوء والقانون، وأتاحت له فرصة تاريخية للمساهمة في العمل العام. ومن ثمار هذا التحول الظهور القانوني لأحزاب سياسية بمرجعية إسلامية، واسقاط القيود على الإسلاميين، وظهور وسائل إعلام واعدة، منها هذه الجريدة التي شرفت بتلقي دعوة الكتابة فيها برغم عدم انتمائي للحزب الذي يصدرها.
التحدي التالي والأكبر من مجرد كسر القيود ووجود كيانات قانونية هو الاندماج الفعلي لهذا التيار في العمل العام والمساهمة في بناء مصر. وأتصور هنا أن هناك أكثر من جبهة أمام ناشطي هذا التيار، سأتحدث اليوم عن جبهة العمل الوطني مع مؤسسات الدولة والأحزاب والقوى الليبرالية واليسارية، على أن أتحدث لاحقا، بإذن الله، عن جبهة العمل داخل التيار ذاته.
على الإسلاميين التعامل مع غيرهم من التيارات دون الشعور بأنهم (أي الإسلاميين) أمة من دون الناس. فالإسلاميون جزء لا يتجزأ من نسيج هذا الوطن، وهم جزء من مسلمي مصر الذين يشكلون نحو 95 في المائة من السكان. ولابد هنا من توضيح عدة أمور:
أولا: أن الهدف الذي لابد أن يُجمع عليه المصريون، إسلاميون وغير إسلاميين، في هذه اللحظة التاريخية هو بناء مصر القوية في كافة المجالات وعلى الأخص: النظام السياسي وحماية الحريات والتعددية والقضاء المستقل، الاقتصاد الوطني وما يرتبط به صناعة وزراعة ومواصلات وخدمات، والهُوية العربية والإسلامية وما يتصل بها تعليم وثقافة وإعلام وغيرها. الأولوية لابد أن تعطى لهذه الأمور الملموسة التي تخلق إنسانا مصريا جديدا، وتحافظ على كرامته، وتمكنه من التصدي للقضايا الأكبر لاحقا. أما وضع القضايا الأكبر على الأجندة الوطنية الآن فسيؤدي إلى اختلاف القوى السياسية وانقسام الشارع، كما أن حسم هذه القضايا يحتاج إلى أوضاع مواتية من الناحيتين السياسية والاقتصادية ومن ناحية مكانة مصر بين الدول. سُنة التدرج ضرورة حاكمة في بناء الأمم ونهضتها.
ثانيا: كان على الإسلاميين في ظل النظام السابق واجب النضال من أجل حريتهم، أما الآن فواجبهم أهم وأخطر، إذ عليهم أن يُسهموا مع القوى الوطنية الأخرى في التصدي لمهمة بناء مصر ووضعها على الطريق المؤدي إلى نهضتها دون تصور أنه يجب عليهم الإنفراد بهذه المهمة ودون إعادة إنتاج ممارسات النظام البائد من إقصاء وإستعلاء وتضخيم للذات. أخطاء التيار الإسلامي في السابق كانت تعود عليهم هم فقط في معظم الحالات، أما أخطاؤه الآن فستعود على مصر كلها، بل وستنعكس على الدول العربية، فالوضع الجيوسياسي لمصر يحتم عليها التأثير في محيطها العربي والافريقي. على إسلاميي مصر تقديم نموذج يحتذى به في دول الجوار. 
ثالثا: لا يجب أن يتصور الإسلاميون أن برامجهم فقط هي التي ستحقق مصالح مصر والمصريين. فقبول العمل السياسي العام في أيامنا هذه معناه، من جملة ما يعني، أن الجميع يتنافسون من أجل تحقيق المصلحة العامة للمصريين، على اختلاف مرجعياتهم الفكرية والسياسية. والتنافس يعني أن هناك تعددا في الرؤى والبرامج والوسائل، وأن الحقيقة المطلقة لا يمتلكها أي تيار بما في ذلك التيار الإسلامي. والمعيار الحاكم في المستقبل هو مدى واقعية برامج الإسلاميين، وغير الإسلاميين، ومدى قدرتها فعلا على تحقيق المصلحة العامة، والممارسة وحدها هي التي ستحكم بين هذه البرامج. على الإسلاميين الإنفتاح على الجميع والتواصل معهم وبناء جسور من الثقة والتعاون والدخول في تحالفات وإئتلافات على أرضية واحدة مشتركة هي المصلحة العامة لمصر والمصريين.
رابعا: وبرامج الأحزاب الإسلامية برامج بشرية تعكس فهْم قطاع من المسلمين لمرجعيتهم الإسلامية ولا تعني الإسلام ذاته، وبالتالي لا يجب أن يتصور أي فريق إسلامي أنه يقدم لمصر الإسلام في شكل برامج سياسية، وإنما هو يقدم لهم برامج سياسية مستمدة من فهم هذا الفريق للقرآن والسنة. ولهذا تتعدد الأحزاب داخل التيار الإسلامي ذاته. كما لا يجب تصور أن مواقف النشطاء الإسلاميين هي المواقف الصحيحة على طول الخط. فهناك حركات سياسية محسوبة على التيار الإسلامي فشلت خارج مصر، كما أن تحركات بعض الإسلاميين في مصر شابها الكثير من أوجه القصور والخطأ قبل ثورة 25 يناير. وسبل النجاح في العمل السياسي تتطلب الرجوع إلى الخبراء والمستشارين، والإستماع إلى النقد بل وممارسة النقد الذاتي.
خامسا: مجالات العمل العام وخدمة المصلحة العامة في مصر بعد الثورة لا تنحصر في المجال السياسي فقط. فبعد أن انكسرت القيود، فتحت الأبواب أمام كل أوجه العمل الخيري والدعوي والمجتمعي بشكل عام. ولهذا أتصور أن الباب لابد أن يفتح لمبادرات وتحركات وطنية يشرف عليها هذا التيار بمفرده أو بالتعاون مع غيره من التيارات ومن رجال أعمال شرفاء ومؤسسسات الدولة وغيرها.
وفي اعتقادي أن الأهم هنا هو الاستثمار في بناء الإنسان المصري الجديد، أي في العقول وفي التعليم. وقد اقترحت في مناسبات متفرقة ضرورة تبني القوى الإسلامية، وغير الإسلامية، إقامة صناديق وقف أهلية لإدارة وتمويل خطط مدروسة لابتعاث الشباب المصري للخارج للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في علوم السياسة والاقتصاد والاجتماع والقانون والإعلام والإدارة، فنهضة الأمم تحتاج بشدة إلى هؤلاء بجانب علماء الهندسة والطب والكيمياء والفيزياء، وتحتاج إلى دفع الشباب إلى السفر والدراسة بالخارج والتفاعل الواعي مع حضارات الشرق والغرب وامتلاك أدوات التغيير الحضاري. والله أعلم.

كيف ندعم الديمقراطية بمفهوم إسلامي ؟

للإجابة عن السؤال عنوان المقال نورد أمور ثمانية:  
أولا: لمعظم مفاهيم العلوم الاجتماعية والسياسية مضامين ودلالات متباينة بتباين السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وتختلف باختلاف رؤى الباحثين وقناعاتهم. والديمقراطية كمفهوم وكنظام سياسي ليست استثناءً من هذه القاعدة، فلها معان كثيرة تبدأ من المعنى الحرفي لها (أي حكم الكثرة أو الشعب) والذي لم ير النور في أي مكان عبر التاريخ نظرا لتنوع أساليب ممارسة الحكم من الأسلوب المباشر  كما في بلاد اليونان القديمة إلى الأسلوب غير المباشر أو ما يسمى الديمقراطية التمثيلية أو النيابية. كما اختلفت معان كلمة الشعب، فعند اليونانيين القدامي كانت تعني طبقة الأحرار فقط، وهذه نظرة عنصرية بمقاييس زماننا هذا، كما لم يمتلك السود ولا المرأة الحقوق السياسية في أوروبا وأمريكا حتى القرن العشرين. وتعني كلمة كلمة الشعب الآن كل المواطنين الراشدين بلا تمييز على أي أساس كان.   
ثانيا: الديمقراطية، كنظام للحكم، تتصل بشق المؤسسات في النظام السياسي الذي يُعرف بأنه مجموعة من المؤسسات السياسية الرسمية (أي التشريع والتنفيذ) مرتبطة بالمرجعية العليا للمجتمع أي بقيمه العليا ومبادئه الأساسية وأولويات مجتمعه. ولهذا فالديمقراطية ليست – كما يظن البعض- عقيدة سياسية أو مذهب سياسي وإنما هي نظام سياسي يستهدف أمرين أساسيين، هما: تقييد سلطة الحكام والحد من احتمال تعسفهم في استخدام السلطة، وصيانة كرامة الأفراد وحرياتهم وحقوقهم. والديمقراطية تحقق هذا بوضعها عددا من الأطر الدستورية والقانونية والترتيبات المؤسسية والقواعد السياسية، تشكل مجتمعة ما يطلق عليه النظام الديمقراطي.
والمؤسسات الديمقراطية بهذا المعنى تأتي إعمالا للمرجعيات، وبالتالي فليس من المتصور لهذه المؤسسات أن تخترق المرجعيات العليا وقيم المجتمع. ولهذا لا يمكن تصور أن الكونغرس الأمريكي يمكنه أن يصدر قانونا يتعارض مع المبادئ الليبرالية التي تشكل المرجعية العليا.   
ثالثا: لا يوجد نظامان ديمقراطيان متطابقان، فللديمقراطية جوهر شبه ثابت يشكل خصائصه العامة المشتركة في معظم الدول الديمقراطية الحالية، أما تفاصيل كل نظام فيعتمد على أوضاع كل دولة، يأتي على رأسها المرجعية العليا للدولة والقيم والثقافة السائدة وأولويات المجتمع في لحظة تاريخية محددة.
رابعا:  الخصائص العامة المشتركة للديمقراطية هي: 
بدلا من شخصنة الحكم وتحكم فرد أو مجموعة أفراد، تفصل الديمقراطية بين المجالين العام والخاص وتحول الحكم إلى وظيفة لها قواعدها وضوابطها، يتولاها من يرى في نفسه القدرة على الحكم وتختاره جموع المواطنين. وهذا هو معنى أن الشعب مصدر السلطة أو السيادة الشعبية. ولتطبيق هذا المبدأ -الذي يهتم بالأساس بمن يحكم وكيف يحكم- تم تطوير عدد من المؤسسات والآليات والقواعد المتصلة بشروط ومؤهلات الحكام (ونقصد بطبقة الحكام هنا كل المسؤولين بدءا من رئيس الدولة ونواب البرلمانات وحتى أصغر موظف منتخب في المحليات، وعدد هؤلاء في أميركا أكثر من خمسمائة ألف مسؤول منتخب)، وبحدود مسؤولية كل مسؤول، وبكيفية اختيار الحكام واختيار هيئات تمثيلية يشارك الشعب عبرها في السلطة، وبكيفية مراقبة الحكام ومحاسبتهم وإقالتهم عند الضرورة، وبقواعد عملية اتخاذ القرارات وصنع السياسات وتقويمها وسبل تنفيذها وتعديلها عند الضرورة.

بدلا من الحكم بالهوى، استندت الديمقراطية إلى مبدأ حكم القانون، أي وجود دستور مسبق يخضع له الحكام والمحكومون ويتساوون أمامه (الحكم الدستوري). ولتطبيق هذا المبدأ كان لا بد من وجود عدد من المؤسسات والآليات والضوابط في دستور ديمقراطي فعال ومطبق، يأتي بالتوافق بين كافة القوى السياسية والاجتماعية، ويتضمن آليات لتحييد الولاءات المذهبية والطائفية والعرقية والقبلية، وقواعد لاختيار الحكام ومحاسبتهم وإجراءات لاتخاذ القرارات والسياسات، وأدوات للرقابة السياسية والقضائية والقانونية والمالية والإدارية، وضمانات للفصل بين السلطات واستقلال القضاء وانصياع سلطتا التشريع والتنفيذ لأحكامه، وضمانات لعدم خضوع الهيئات المنتخبة لنفوذ هيئات غير منتخبة كالمؤسسات العسكرية أو الأمنية.

تمكين المواطنين من المشاركة السياسية الفعالة. ويقتضي هذا المبدأ آلية انتخابات ديمقراطية بضمانات حقيقية لكي تكون الانتخابات فعالة (بمعنى أن تؤدي وظائفها الحقيقية)، وحرة (أي تحترم السلطة الحريات والحقوق الأساسية)، ونزيهة (أي تتسم إدارة الانتخابات بالشفافية والحياد بجانب دورية الانتخابات). كما تحتاج المشاركة ضمانات للتداول على السلطة كتحديد مدة الرئاسة، وضمانات لوجود معارضة فعالة في البرلمانات، وضمانات للتعددية السياسية والحزبية ولحرية الصحافة والإعلام. هذا بجانب ضرورة احترام حق تقرير المصير وعدم الخضوع لأي نفوذ أجنبي كي لا تتكرر مأساة الانتخابات الفلسطينية والعراقية تحت الاحتلال.

بدلا من التمييز بين الناس على أي أساس كان، انتهت الديمقراطية إلى فكرة مساواة جميع البشر في التمتع بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي الالتزام بالواجبات (مبدأ المواطنة). ويستلزم هذا المبدأ عددا من الضمانات الدستورية والقضائية والسياسية، وأهمها استقلال القضاء وقيامه بدور الرقابة القضائية، بجانب ضمانات لتساوي الفرص أمام الجميع واعتماد مبدأ الكفاءة في التعيينات واختيار المسؤولين وفي الترقيات.
خامسا: تبني الديمقراطية في أي دولة هي عملية بناء لنظام سياسي، وليست عملية نقل نظام جاهز من الخارج. فالديمقراطية كنظام للحكم ليست كجهاز الحاسب الآلي يمكن استيراده ككتلة واحدة من الخارج، وإنما يتم الأمر عن طريق بناء النظام بخصائصه المتعارف عليها وتطوير واختيار التفاصيل التي تناسب أوضاع كل مجتمع، مع الأخذ في الاعتبار مرجعية الدولة، أي قيمها العليا وأولويات المجتمع واحتياجاته. هذا ما فعله قادة الهند (منذ أكثر من 60 عاما) وماليزيا (منذ أكثر من 50 عاما) وقادة ونخب أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية وبعض الدول الآسيوية والافريقية، عندما ارتفعت هذه القيادات والنخب إلى مستوى المسؤولية وفهموا جوهر الديمقراطية وتطورها وخصائصها ووظائفها ثم قاموا بعمليات مواءمة وقدموا مقاربات فكرية استفادت من منجزات الشعوب في أساليب الحكم والديمقراطية دون أن تتجاوز أولويات مجتمعاتهم وثقافاتهم المختلفة. والناتج هو وجود نظم حكم ديمقراطية تقود هذه البلدان اليوم نحو النهضة والتقدم.
سادسا: الديمقراطية ليست منتجا غربيا صرفا كما يعتقد البعض، فصحيح أنها كنظام سياسي تطورت في الدول الغربية الليبرالية، إلا أنه ثبت نجاحها أيضا خارج الغرب وضمن مرجيعات أخرى كما حال ماليزيا والهند واليابان وأمريكا اللاتينية. والديمقراطية منتج إنساني شاركت الكثير من الحضارات في إنجازه، ولها جذور في الفكر الإغريقي والروماني قبل الميلاد، وفي الحضارة الإسلامية أيضا. غير أنه إحقاقا للحق فإن للدساتير والأنظمة الغربية الحالية الفضل في بلورة النظام الديمقراطي وابتكار الكثير من المؤسسات والآليات التي ساهمت في وضع جوهر الديمقراطية موضع التطبيق.
سابعا: النظام الديمقراطي ليس النظام الأمثل، ولكنه أقل الأنظمة سوءا، وأفضلها في الحد من استبداد الحكام، وأكثرها توفيرا لآليات محاسبة المسؤولين المقصرين. ولا يوجد نظام ديمقراطي مكتمل الأركان يصلح لكل دول العالم، والديمقراطية لا يمكن استيرادها دون مراعاة للأوضاع الداخلية لكل مجتمع.
ثامنا: للديمقراطية أشكال مختلفة (مباشرة، شبه مباشرة، تمثيلية أو نيابية رئاسية أو برلمانية أو شبه رئاسية، وهناك الديمقراطية التوافقية..)، وهي (كما كل المؤسسات والقواعد) قابلة للتعديل والتطوير لتلائم أهداف كل مجتمع وأولوياته. ومن العيوب التي يجتهد الكثير من السياسيين الغربيين وغير الغربيين في إيجاد حلول لها نفوذ المال السياسي والعصبيات في الانتخابات، ودور اللوبيات وجماعات الضغط، وسيطرة الشركات الكبرى.
والسؤال هو هل تتعارض الديمقراطية بمعناها السالف الذكر مع الإسلام. تحتاج الإجابة مقال منفصل بعون الله.

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

حسن المستكاوى يكتب: كيف تكون إنسانًا ناجحًا؟

سألته: «كيف وصلت إلى هذا المنصب الدولى الرفيع فى أعرق وأكبر شركات صناعة التكنولوجيا.. هل أنت عبقرى؟
كان السؤال موجها إلى المهندس على فرماوى نائب رئيس شركة مايكروسوفت، الذى كان ضيفا على أسرة تحرير الشروق، وهو أول عربى ومصرى يشغل هذا المنصب، وواحد من خمسة يحتلون منصب نائب الرئيس.
أجاب المهندس على فرماوى الذى درس الهندسة فى جامعة الإسكندرية، على سؤالى بابتسامة ثم قال: «المسألة بسيطة.. يجب أن تحب شغلك، وأن يكون عملك هو هوايتك، وألا تغلق أبدا حواس التعلم، فتعيش حياتك كلها تتعلم من رؤسائك ومن مرءوسيك، من الكبار ومن الصغار.. كما يجب أن تحيط نفسك بمن يقولون لك الحقيقة، وليس من يقولون ما يسعدك ويرضى غرورك، وأن تعمل مع فريق، وتدرك أنك لا تساوى شيئا بدون هذا الفريق، ثم الأهم من هذا كله أن تعمل بجد، وتستمتع بهذا العمل حتى لو كان شاقا.. وأخيرا أن تكون مميزا فى عملك».
●● لم يبدأ المهندس المصرى كلامه بالتميز فى العمل، وهو دون شك وصل إلى منصبه بالتميز والمبادرة والإبداع.. لكنه تواضع الناجحين بحق.. ويدهشك أن أمثال على الفرماوى يجدون الوقت، على الرغم من مشاغلهم، لممارسة هوايتهم، فهو مشجع لكرة القدم يحب الأهلى فى مصر ويشجع مانشستر يونايتد فى إنجلترا ولعب كرة القدم فى أشبال فريق الاتحاد السكندرى، ولكنه فشل فى اللعبة ولم يحقق النجاح (لم يقل إنه كان لاعبا موهوبا لكن الحظ عانده).. وهو يقول: «تعلمت الإدارة من مانشستر يونايتد ومن أليكس فيرجسون».. بالمناسبة كانت كرة القدم من اهتمامات د. أحمد زويل، وهو من محبى نادى الزمالك، لم يحدث أن وجدت عالما مصريا أو طبيبا ومهندسا أو شخصا مهما يتعالى على كرة القدم وعلى تشجيعها ويراها مضيعة للوقت.
●● زملاء على فرماوى فى مايكروسوفت قدموا له التهنئة، بمناسبة ثورة مصر المضيئة، وتوليه منصب نائب الرئيس.. وهو يقول إن مصر تملك مقومات نهضة عظيمة، وأن أسلوب الحوار يجب أن يتغير، فيكون حوارا وليس إقصاء.. فالسائد أن كل طرف يرغب فى إقصاء الطرف الآخر.. سألت المهندس المصرى الموهوب عن رأى بيل جيتس أغنى رجل فى العالم عن الثورة فقال كان تعليقه: «أنتم تنظرون بعيدا إلى الماضى».
وكانت تلك هى الجملة الوحيدة التى قالها على فرماوى بالإنجليزية نصا ونقلا عن بيل جيتس، فطوال اللقاء لم يستخدم سوى اللغة العربية، ولم يفعل مثل كثير من القادمين من الخارج، الذين يقحمون كلمات أجنبية وهم يتحدثون العربية.
●● هكذا تحدث على فرماوى بتواضع ومقدما للشباب طريق النجاح فى العمل.. ترى لماذا ينحنى أصحاب المواهب الحقيقية أمام النجاح والناس بينما يتعالى الجهلاء والدخلاء إذا نجحوا ويبذلون جهدا مضنيا لإطالة قامتهم عند مواجهة الناس؟!
شغلنى ذلك ومازال وكنت دائما أقارن بين العباقرة بحق وبين أنصاف الموهوبين وأدعياء العلم والمعرفة الذين يهزمون الطاووس فى خيلائه وغروره..بذيله؟!

رسالة إلى الخطباء ... هل أتناول النوازل في خطبة الجمعة ؟

من المتفق عليه بين المسلمين أن خطبة الجمعة شُرعَت لتذكير الناس بما نسوا من أمر دينهم، وتنبيههم على ما غفلوا عنه، وتعليمهم ما جهلوا منه، وإرشادهم لما فيه صلاحهم، ووعظهم لترقيق قلوبهم؛ فكل أولئك من مقاصد خطبة الجمعة.
وإذا نزلت بالناس نازلة لها مساس بدينهم أو دنياهم فإن خطباء الجمعة من جملة مَن يُهرَع الناس إليهم، ويريدون رأيهم فيها؛ حتى إنهم يفرحون بتطرُّق الخطيب للنازلة، وينزعجون من تجاهله لها؛ ولذا فإنه لا بد للخطيب من العناية بفقه النوازل، وكثرة القراءة فيه، والتأمل الكثير في النازلة، وسؤال أهل العلم والاختصاص بها، وعرض تأملاته تجاهها عليهم، وأخذ ما لديهم من علم ومعرفة بها مما ليس عنده.
وهذه المقالة تحاول استقراء النوازل التي تهم الخطباء، ولها مساس بخطبة الجمعة، وتقسيم هذه النوازل باعتبارات عدة، مع مقترحات لكيفية تعامل الخطيب معها؛ فإني لم أقف على من عالجها على هذا النحو الذي أرى أن الخطيب يحتاجه رغم تعدد البحوث والمقالات في النوازل.
أقسام النوازل باعتبار مصدرها:
تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: النوازل الكونية التي لا يد للبشر فيها: كالزلازل والأعاصير والفيضانات ونحوها.
 القسم الثاني: النوازل التي وقعت بسبب البشر: كالحروب، ونشر الأوبئة، والتلاعب الاقتصادي والبيئي ونحو ذلك.
 أقسام النوازل باعتبار انتشارها:
تنقسم إلى أقسام ثلاثة:
القسم الأول: نوازل محدودة: كالتي تصيب بلداً أو طائفة من الناس، مثل الزلازل التي تصيب بلداً فهي نازلة بالنسبة لمن أصابتهم.
القسم الثاني: نوازل محلية وإقليمية: وهي التي تصيب أهل دولة أو إقليم كامل، مثل سقوط قيمة العملات في شرق آسيا قبل سنوات، ومثل كارثة الأسهم في دول الخليج وخاصة في المملكة العربية السعودية.
القسم الثالث: نوازل دولية: وهي التي تعم الدول، ويتأثر بها أكثر البشر، مثل موجة الغلاء التي اجتاحت العالم، ومثل أنفلونزا الخنازير التي دخلت أكثر الدول.
 أقسام النوازل باعتبار أنواعها:
 أظن أنه لا يمكن حصر أنواع النوازل؛ إذ بالإمكان أن تكون النازلة في أي مجال من المجالات، ولكن يمكن وضع تقسيم كلِّي أغلبِي تندرج تحته أكثر النوازل:
النوع الأول: نوازل كونية: كالزلازل والفيضانات والغرق.
النوع الثاني: نوازل سياسية: كاحتلال بلد مسلم، أو تقسيمه، أو فصل بعضه عنه.
النوع الثالث: نوازل اقتصادية: كالكساد والغلاء.
النوع الرابع: نوازل بيئية وصحية: مثل تلوث الأجواء والبحار، وانتشار وباء في بلد من البلدان.
النوع الخامس: نوازل إعلامية وثقافية: فإن البث الفضائي، وشبكة المعلومات، وما يعرض فيها من فحش وعري وأفكار هدامة يعد من النوازل العظيمة.
 أقسام النوازل باعتبار زمنها:
يمكن تقسيمها إلى أقسام ثلاثة:
 القسم الأول: نوازل وقتية (أو مداها قصير): كالزلازل والبراكين والفيضانات ونحوها، وهذه لا بد للخطيب من معالجتها؛ لأن وقتها يفوت، وإذا أتى بها في غير وقتها كان تأثيرها في الناس ضعيفاً؛ فمثلاً إذا وقع زلزال، ورأى الناس آثاره وضحاياه في الشاشات، ونقلت إليهم قصص الناجين والمصابين، وحجم الدمار وعدد القتلى فإنهم يتأثرون بذلك، ويخافون أن يصيبهم ما أصاب غيرهم، فعلى الخطيب أن يهتبل هذه الفرصة؛ لقرب الحدث، واستعداد المصلين للتأثر الإيجابي بما يلقيه الخطيب عليهم.
القسم الثاني: نوازل مرشحة لزمن أطول؛ مثل الحروب التي تمس المسلمين، والأوبئة، والأزمات المالية، وهذه تحتاج إلى أكثر من خطبة في معالجتها؛ لأنه يغلب على الظن أنه تمتد إلى أشهر وربما جاوزت ذلك إلى سنوات.
القسم الثالث: النوازل المزمنة، وهي التي تمتد إلى عقود، وأوضح مثال عليها احتلال اليهود لبيت المقدس، كما كان احتلال الصليبيين له نازلة امتدت تسعين سنة في القرنين الرابع والخامس الهجريين، ولم يهدأ للمسلمين بال حتى طهروه من رجس الصليبيين. وكان للعلماء أثر كبير في تهييج الأمة ضد العدوان الصليبي آنذاك، وكانت خطب ابن نباتة - رحمه الله تعالى - دافعاً شحن نفوس الناس وعواطفهم لمقاومة المد الصليبي؛ ولذا فإن من أهم وسائل العدوان الغربي وذيله الليبرالي العربي تكثيف الهجوم على الدعوة والدعاة والمحاضرات والمنابر؛ لإضعافها عن القيام برسالتها في تنمية الحس الإسلامي تجاه قضايا الأمة، وتخدير المسلمين، وإماتة شعورهم تجاه قضاياهم، والقضاء على كل وسيلة تحفزهم لمقاومة العدوان على الإسلام والمسلمين.
والدعوة الليبرالية للانكفاء على الأوطان، وعدم الاهتمام بشأن المسلمين هو من ضمن مشروع إماتة إحساس المسلمين بقضاياهم؛ ليستفرد الأعداء بهم دولة دولة. والليبراليون أُجَرَاء في المشروع الاستعماري الصهيوني والصليبي؛ لأنهم يسوِّقون له تحت دعاوى نشر الحرية، ويطعنون في مقاوميه متهمين إياهم بأنهم ضد الحداثة والتنوير، ويدعون القيادات السياسية للانكفاء على مصالح الوطن بل مصالح الذات، وهذا يمثل انتحاراً سياسياً؛ لأن الاجتماع قوة، والتفرق ضعف، وإذا أمن الأعداء من معارضة الدول الإسلامية لاحتلال بعض البلدان شجعهم ذلك على احتلالها كلها.
وفي النوازل التي تطول أقترح ما يلي:
أولاً: عدم إهمالها بسبب طول أمدها، ولا حصر الخطبة فيها على حساب موضوعات أخرى؛ فإن النازلة مهما عظمت فليست كل شيء.
ثانياً: من سمة النوازل التي يطول أمدها أن أحداثها تشتعل بين حين وآخر، فيناسب أن يكون الحديث عنها حال اشتعالها بسبب حادثة وقعت أو تطور طرأ فيها.
ثالثاً: في مثل هذه النوازل يحتار كثير من الخطباء في الحديث عنها؛ لأن غالب موضوعاتها مكرورة، وقد سئمها الناس من كثرة الحديث عنها، وإن جعل الخطيب الخطبة في السبب الذي حرك النازلة أو الحدث الذي استجد فيها ربما انقلبت خطبته إلى تحليل سياسي، وهذا ليس جيداً في خطبة الجمعة التي ينبغي أن يحافظ الخطيب على سمتها الشرعي؛ ولذا فإنه لا بد من موضوع مفيد يكون أصلاً للخطبة له تعلُّق بالنازلة، وفي أثنائه أو بعده يعرج الخطيب على الحدث المتجدد في النازلة.
 وما من نازلة إلا ولها جوانب عدة يمكن للخطيب أن يتناول في كل مرة جانباً من هذه الجوانب؛ ليجدد على الناس فلا يسأموا موضوع النازلة، وليفيدهم بجوانب منها ما كانوا يعلمونها من قبل.
 فمثلاً: قضية فلسطين التي تمثل أطول نازلة معاصرة يستطيع الخطيب أن يتحدث في سلاسل من الخطب عن: فضل القدس، وعن فتحه، وعن تاريخه، وعن صفات اليهود في القرآن والسنة، وعن تاريخهم وأفعالهم مع رسلهم - عليهم السلام - وعن أفعالهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأحداثهم في السيرة النبوية، وعلاقتهم بالنصارى وتاريخهم معهم، وهذه الموضوعات الكلية يمكن تفتيتها إلى عشرات الخطب، وتكون أصلاً للخطبة التي سيتناول الخطيب النازلة فيها.
توجيهات عامة في النوازل:
التوجيه الأول: أن لا يتكلم الخطيب في النازلة إلا بعلم؛ سواء في ما يتعلق بها من أحكام شرعية، أو في الإخبار عنها، أو في إرشاد الناس لما يعملونه حيالها؛ فليست خطبة الجمعة مقالة في صحيفة أو مجلة يبث فيها الكاتب آراءه الشخصية، بل هي عبادة مشروعة، وتكتسب مصداقية عند الناس، فلا يحسن بالخطيب أن يهز هذه المصداقية، أو يستغل المنبر لبث آرائه الشخصية وهي لا تتسق مع النصوص، مع اشتراط امتلاكه للآلة العلمية في النازلة، فالخطأ يكون بسبب الجهل أو بسبب الهوى، فَلْيحذرهما الخطيب.
التوجيه الثاني: إذا استعصى على الخطيب فهم النازلة، أو تنزيل الأحكام الشرعية عليها؛ لشدة التباسها، وكثرة الخلاف فيها فلا يحسن به إهمالها بالكلية، وعليه أن يتلمس فيها مواضع الاتفاق، ومواطن العبرة والاتعاظ، وحينئذٍ لم يهمل النازلة بالكلية والناس يتشوفون لكلامه فيها، ولم يقل فيها بلا علم، ولعل أقرب الأمثلة على ذلك الثورات العربية التي اختلف فيها الناس اختلافاً كثيراً؛ فمنهم من أيدها بإطلاق، ومنهم من منعها بإطلاق، ومنهم من أيد بعضها ومنع بعضها باعتبار حال الحكام أو باعتبار حال المحكومين أو باعتبار من يحرك الثورة، أو باعتبار المستفيد منها... إلخ، وأحداث بهذه الضخامة هي حديث الإعلام والناس لا يحسن بالخطيب الإعراض عنها لحيرته فيها، وإنما يستطيع التطرق لما هو متفق عليه فيها مثل:
 1 - قدرة الله - تعالى - في إعزاز من يشاء، وإذلال من يشاء، وأنه مالك الملك يؤتيه من يشاء، وينزعه ممن يشاء.
 2 - عاقبة الظلم والأثرة، وأنهما سببان لاضطراب الدول، واختلال الأمن.
 3 - أهمية العدل في توطيد الأمن والاستقرار، وحاجة الناس إليه.
 4 - عاقبة الظالمين ومصارعهم في الدنيا والآخرة.
 5 - كثرة الفتن والاضطراب في آخر الزمان، وما ينبغي للمسلم في أحوال الفتن.
 6 - أسباب الأمن والاستقرار، وأسباب الخوف والاضطراب.
التوجيه الثالث: أن يفرق الخطيب في تناوله للنازلة بين بدايات وقوعها، وبين انتشارها وعموم البلوى بها؛ ليكون ذلك أدعى لقبول توجيهه للناس؛ فإن المعاصي يُنسِي المتأخر منها المتقدمَ حتى يألفها الناس، وإن الفتن يرقق بعضها بعضاً كما في الحديث، ومن الأمثلة على ذلك نازلة البث الفضائي؛ ففي بداياته حذر العلماء والخطباء من الأطباق الفضائية وحرَّموها، وهو تحريم وسائل لا تحريم ذوات؛ فإنها لما كانت تفضي إلى المحرمات ولا يوجد بدائل من جنسها كان الصواب التحذير من جميعها، ولو وجد فيها قليل من البرامج النافعة؛ وذلك لغلبة المحرم فيها.
 لكن لما نشأت القنوات الإسلامية، ووجدت قنوات علمية خيرها غالب، وشرها قليل، وقد انتشر هذا البلاء في الناس وصار جزءاً من حياتهم اليومية لم يكن من المناسب في الخطب إطلاق تحريم البث الفضائي وأطباق استقباله أو إطلاق تحريم التلفزيون، وهذا التناول سيكون محل استهجان وانتقاد عند أكثر العامة والخاصة، وهذا يؤدي إلى عزوف الناس عن الخطيب، وعدم قبول قوله، فتكون الاستفادة من خطبة الجمعة قليلة أو معدومة، وهذا ينافي مقاصدها التي شرعت لأجلها.
 وأفضل من ذلك وأحرى بقبول الناس وبتحقيق المقصود دون تنازل عن شيء من الشريعة أو تسويغ المنكرات: التحذير من القنوات التي فيها انحراف فكري أو أخلاقي، أو التحذير من برامج منحرفة، ودعوة الناس إلى حجبها عن أسرهم وبيوتهم، وحثهم على الفضائيات النافعة للاستعاضة بها عن الضارة.
التوجيه الرابع: إن كانت النازلة فيها يد للكفار والمنافقين كالحروب التي يفتعلونها، أو الأزمات الاقتصادية التي يحدثونها في بلاد المسلمين فهي فرصة للخطيب في بيان العداوة الأبدية التي يكنُّها الكفار والمنافقون للمؤمنين، كما دل على ذلك كثير من الآيات القرآنية كقول الله - تعالى -: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنْ بَعْدِ إيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْـحَقُّ} [البقرة: 109]، وقوله - تعالى -: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217]، وقوله - تعالى -: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء: 89]، وقوله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ} [المائدة: 51]، وقوله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة: ١].
 وفي بيان كيدهم للإسلام وأهله، ومكرهم بهم قول الله - تعالى -: {بَلْ زُيِّنَ لِلَّـذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ} [الرعد: ٣٣]، وقوله - تعالى -: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْـجِبَالُ} [إبراهيم: 46]، وقوله - تعالى -: {وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا} [نوح: ٢٢]، وقوله - تعالى -: {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} [الأنفال: 18]، وقوله - تعالى -: {وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إلاَّ فِي ضَلالٍ} [غافر: 25]، وقوله - تعالى -: {إنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا} [الطارق: 15].
وفي وجوب الحذر منهم قول الله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71]، وقوله - تعالى -: {وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إلَيْكَ} [المائدة: 49].
التوجيه الخامس: اجتهاد الخطيب في الربط على قلوب الناس وتثبيتهم، وتعليق قلوبهم بالله - تعالى - ودوام التمسك بدينه؛ وذلك في النوازل المخوفة التي لها مساس بأمن الناس وأرزاقهم، كما في النوازل السياسية والاقتصادية، ونوازل الكوارث والأمراض والأوبئة التي تفتك بالناس؛ فإن العقول تطيش فيها، وينحرف كثير من الناس بسببها في باب القدر، من هول الفاجعة، وفقد المال والأهل والولد، فيحتاجون إلى تثبيت وتصبير، وعلى الخطيب أن يركز الخطب في التوكل على الله - تعالى - وتعلق القلوب به وحده دون مَن سواه، وبيان الحِكَم في ابتلاءاته - سبحانه - لعباده، وكيف يواجهها المؤمن، والأجور العظيمة المرتبة عليها، وأسباب رفع العقوبات، وبيان الأحكام الشرعية المتعلقة بهذا النوع من النوازل مما تمس حاجة الناس إليه كأحكام الموت الجماعي في التغسيل والدفن والتوارث ونحو ذلك.
والفقه في هذا النوع من النوازل مما تمس حاجة الخطيب له؛ لتكرار وقوعه، وشدة خوف الناس منه، وعودة كثير منهم إلى الدين بسببه، ولجوئهم إلى المساجد والخطباء لعلاج قلوبهم من الألم والخوف، ولأهمية هذا النوع من النوازل فلا بد من توجيهات تفصيلية فيه، ومن هذه التوجيهات:
أولاً: بيان أن هذه الكوارث والنوازل عقوبات لمن أصابتهم وكانوا ممن يستحق العقوبة، وابتلاء لمن لا يستحقونها، ورحمة وإنذار لمن سلموا منها، وتخويف لعموم الناس، وإظهار لقدرة الرب - جل جلاله - عليهم. قال الله - تعالى -: {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إلاَّ تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59] وهذا دليل على القدرة الباهرة لله - تعالى - أن يجعل في النازلة الواحدة رحمة وعذاباً وابتلاء وتخويفاً وإنذاراً.
 وقد تصيب الكارثة مسلمين عقوبة لهم، ويسلم منها كفار ومنافقون؛ استدراجاً أو إمهالاً أو ابتلاء للعباد؛ فإن الحق والباطل، والإيمان والكفر، ابتلاء يبتلي الله - تعالى - به عباده.
 والناس في هذا الباب ثلاث فرق:
الفريق الأول: ينفي العقوبة في الأقدار الكونية، بل ربما جرَّدها من أفعال الرب - سبحانه وتعالى - ونسبها للطبيعة، أو يعزو تسليط الكفار على المسلمين، أو تسليط المسلمين بعضهم على بعض إلى عوامل سياسية أو اقتصادية ملغياً الأبعاد الدينية والعوامل الشرعية، وهذه طريقة الملاحدة ومن وافقهم من العلمانيين والليبراليين، وللأسف فإن بعض من ينتسبون للتيارات الإسلامية أصابتهم هذه اللوثة المنتنة، فعجبوا من كون هذه الكوارث تصيب المسلمين، أو تصيب الضعفة والفقراء، وأهل الفساد من أهل الغنى في منأى عنها، ومنهم من يتطاول فيزعم عدم وجود نص على ذلك، رغم توارد النصوص عليه حتى بلغت التواتر، ومنها: قول الله - تعالى -: {أَوَ لَـمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ} [آل عمران: 165]، وقوله - تعالى -: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41]، وقوله - تعالى -: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، وقوله - تعالى -: {إنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [يونس: ٤٤]، وقوله - تعالى -: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ} [هود: ١٠١]، وقوله - تعالى -: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِـمِينَ} [الزخرف: 76]، وقوله - تعالى -: {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [النحل: ٣٣] .
والغالب أن أصحاب هذا الاتجاه يحكِّمون عقولهم القاصرة في أقدار الله - تعالى - ويوردون على الناس ما علق في قلوبهم من شبهات، ويظنون أن أفعال الرب - سبحانه - لا بد أن تتوافق مع أفهامهم الخاطئة، ومدركات عقولهم القاصرة، فيقولون: لماذا تقع هذه المصائب على المؤمنين ويسلم منها الكافرون؟ ولماذا تصيب الضعفاء ولا تصيب الأقوياء؟ وهل من المعقول أن يسلم أهل الفساد العقدي والأخلاقي والإداري والمالي منها، وتصيب الكارثة ضحايا هذا الفساد ولا يد لهم فيه؟ كما قالوه في نازلة غرق جدة.
الفريق الثاني: يجزم بالعقوبة في كل حدث ويركز عليها، ويهمل جوانب الابتلاء والرحمة والتخويف والإنذار، بل يبالغ بعضهم في ذلك فيقع في أخطاء فاحشة تؤخذ عليهم، وفي إعصار كاترينا سمعت أحد الدعاة في مسجد يفتتح موعظته بقول الله - تعالى -: {وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ} [الرعد: 31] ويجزم بأن مثل هذه الأعاصير المدمرة لا تصيب المسلمين لإيمانهم، بل هي مختصة بديار الكافرين، ونسي أن تسونامي قد أصاب بلداً مسلماً، وأن الزلازل كانت ولا زالت تدهم كثيراً من بلاد المسلمين كما تصيب الكافرين، ومثل هذا الحديث المجافي للواقع يفقد الخطيب المصداقية.
 الفريق الثالث: فريق التوسط والاعتدال، الذين عندهم أصول شرعية يستندون إليها، ولا يحكِّمون عقولهم في أقدار الله تعالى، ومن هذه الأصول العظيمة: أن الله - تعالى - لا يظلم أحداً، وأن أفعاله - سبحانه - بين العدل والرحمة، ورحمته تسبق غضبه، ويؤمنون أن البشر كلهم مستحقون لعذاب الله - تعالى - لأنهم مقصرون في شكر الله - تعالى - ويكفرون نعمه - سبحانه - عليهم على تفاوت بينهم في ذلك، وقد جاء في الحديث:«كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»[1]، وقال صلى الله عليه وسلم: «لو أَنَّ الله عَذَّبَ أَهْلَ سماواته وَأَهْلَ أَرْضِهِ لَعَذَّبَهُمْ غير ظَالِمٍ لهم»[2]. وروى أَبِو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لَوْ يُؤَاخِذُنِي اللهُ وَابْنَ مَرْيَمَ بِمَا جَنَتْ هَاتَانِ يَعْنِي الإِبْهَامَ وَالَّتِي تَلِيهَا لَعَذَّبَنَا ثُمَّ لَمْ يَظْلِمْنَا شَيْئًا»[3].
ثانياً: عدم الجزم بكرامات لم يقف عليها الخطيب بنفسه، أو تكون مما هو معتاد فيضخمها الناقل ويزيد عليها، خاصة في قصص الناجين؛ لأن الغرائب في قصص الناجين قد تقع للمسلم والكافر، والبر والفاجر، ولا تختص بأهل البر والتقوى لحِكَم يريدها الله تعالـى. وما يخفـى علينا من أسـرار أفعـال الله - تعالى - ومقاديره في البشر أكثر مما نعلم. وقد يجزم الخطيب بكرامة في نازلة فيذكر الخصوم مثلها للكفار فيكون في ذلك فتنة للناس، وأذكر في إعصار تسونامي أن أحد الدعاة الفضلاء نشر صورة لمسجد لم يمسه شيء من الدمار، وانتشرت الصورة في الإنترنت، فنشرت صحيفة علمانية صورة لكنيسة لم تُصَب أيضاً فكان في ذلك فتنة لبعض الناس، ففسر بعض الدعاة ذلك فقال: لأن الكنائس مكان عبادة الله - تعالى - وتعظيمه فلعلها لم تصب لأجل ذلك! وغفل هذا الداعية عن كون الكنائس مقراً للشرك بالله - تعالى - وعبادة المسيح وأمه عليهما السلام. وسبب الوقوع في هذا الخطأ الشنيع هو التكلف في تلمس الكرامات، والجزم بها.
ثالثاً: الاستدلال بالنازلة على قدرة الله - تعالى - وقوَّته، وأنه - سبحانه - إن أهلك بعض مـن حلت بهـم الكـارثة فهـو - سبحانه وتعالى - قادر على أن يهلك البشر أجمعين، وأن يبدل بهم غيرهم كما قال - تعالى -: {إن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا} [النساء: 133]، وقال - تعالى -: {قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْـمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا} [المائدة: 17]، وقال - تعالى -: {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ} [الأنعام: 133]، وقال - تعالى -: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْـحَقِّ إن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ 19 وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ} [إبراهيم: 19 - 20]، وقال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْـحَمِيدُ 15 إن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ 16 وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ} [فاطر: 15 - 17]، وقال - تعالى -: {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْـمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ 60عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ} [الواقعة: 60 - 61]، وقال - تعالى -: {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً} [الإنسان: 28].
 وفي قدرته - سبحانه - على عباده. قال - تعالى -: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام: 65]، وقـال - تعالى -: {وَإنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ} [المؤمنون: 95].
رابعاً: التخويف من الذنوب وآثارها السيئة على الأفراد والجمـاعات، وأنها سـبب كل مصيبة تحل بالناس؛ لقـول اللـه - تعالى -: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41]، وقوله - تعالى -: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى: 30] وهذا قانون رباني، وسنة قدرية أن الله - تعالى - لا يصيب العباد إلا بما اقترفوا من العصيان.
خامساً: دعوة الناس إلى التوبة ومحاسبة النفس؛ فإن أثر النازلة لا يزال في قلوبهم، ويخشون أن يصيبهم ما أصاب غيرهم، مع بيان أن التوبة والاستغفار والدعاء أسباب لرفع العذاب كما قال الله - تعالى - في التوبة: {فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إيمَانُهَا إلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَـمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْـخِزْيِ فِي الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إلَى حِينٍ} [يونس: 98] وقال - سبحانه - في الاستغفار {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: ٣٣] وقال - تعالى - في الدعاء: {فَلَوْلا إذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 43].
سادساً: تلمُّس لطف الله - تعالى - ورحمته بعباده، ونعمته عليهم، حتى على المصابين منهم؛ إذ لم يكن الأمر أشد مما أصابهم، والله - تعالى - قادر على أن يصيبهم بما هو أشد وأعظم وأكثر خسارة وضرراً، وتذكير الناجين من النازلة ومن لم تصبهم بنعمة الله - تعالى - بالنجاة.
سابعاً: دعوة الناس إلى مواساة أهل النازلة إن كانوا من المسلمين، والوقوف معهم مادياً ومعنوياً لتخفيف مصابهم، وإشعارهم بالأخوة الإيمانية. والدعاء لهم على المنابر تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم لما دعا على المنبر لما نزلت نازلة الجدب والحاجة بالناس، ثم دعا على المنبر أخرى لما غرقت الأرض وتضرر الناس.
ثامناً: إذا كانت النازلة مما له تعلُّق بتغيُّر الأحوال الكونية فهي فرصة للتذكير بيوم القيامة، وما يجري فيه من تغيرات في الكون جاءت أوصافها في كثير من السور كالواقعة والقيامة والتكوير والانفطار والانشقاق وغيرها.
تاسعاً: إن كانت النازلة كارثة نزلت بقوم ظهر طغيانهم، ومحادتهم لله - تعالى - واستعلاؤهم على البشر، وأذيتهم لهم، فمن المناسب الحديث عن عاقبة المجرمين، ومصارع الظالمين. قال الله - تعالى - في قوم نوح: {فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْـمُنذَرِينَ} [يونس: 73] وفي آية أخرى {وَقَوْمَ نُوحٍ لَّـمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِـمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا} [الفرقان: 37]، وقال - تعالى - في قوم صالح: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ 50 فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ 51 فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [النمل: 51 - 52]، وقال - تعالى - في قوم لوط: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْـمُجْرِمِينَ} [الأعراف: 84]، وقـال - تعالى - في فرعون وجنده: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْـمُفْسِدِينَ} [الأعراف: 103] وفي آية أخرى: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِـمِينَ} [القصص: 40]، وقال - سبحانه - في عموم المكذبين من الأمم الخالية: {كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِـمِينَ} [يونس: 39]، وفي آية أخرى: {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأَوَّلِينَ 71 وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ 72فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْـمُنذَرِينَ} [الصافات: 71 - 73]، وفي ثالثة: {فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْـمُكَذِّبِينَ} [الزخرف: 25].
 ففي هذه الآيات يأمرنا الله - تعالى - بالنظر في نهايات الظالمين - سواء ظلموا أنفسهم بالشرك والمعاصي أو ظلموا غيرهم بأذيتهم لهم، والأغلب أن كلا نوعي الظلم يجتمع في الكافرين - وفائدة النظر في مصيرهم مجانبة طريقهم الذي أرداهم، والحذر من أعمالهم التي أوبقتهم، فتأسياً بالقرآن في التذكير بمصير الظالمين ينبغي للخطيب أن يبين للناس عاقبة الظلم بأنواعه في الكوارث التي تحل بالظالمين.
 عاشراً: التنبيه على ما يقع من أخطاء في التناول الإعلامي للكوارث والنوازل؛ فإن أكثر الإعلاميين من أجهل الناس بالعقيدة والشريعة، وأجرئهم على الكلام بلا علم أو بهوى، فتتسرب أقوالهم الخاطئة إلى العامة، ومن أخطائهم المتكررة:
 1 - نسبة الحوادث الكونية إلى الطبيعة، أو تعليقها بأسباب مادية دون ربط ذلك بقدر الله - تعالى - وقدرته؛ كتفسير الزلازل بتصدعات في الأرض، والفيضان بمد البحر، ونحو ذلك.
2 - وصف من قضوا في النوازل الكونية بأنهم أبرياء، وهذا يشعر بأنهم مظلومون، ولازم ذلك أن من فعل بهم ذلك قد ظلمهم، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
3 - في النوازل التي تصيب الكافرين - خاصة الدول المستكبرة - ينبري أبناؤها البررة لها، العاقون لأمتهم للوقوف معها أكثر من وقوفهم مع كوارث أوطانهم - رغم تشدقهم بالوطنية - فينقلبون إلى وعاظ ومفتين يقررون عدم الفرح بمصاب الآخرين - وهم الذين يفرحون دوماً بمصاب المسلمين ويشمتون بهم - ومنهم من يتعدى على الله - تعالى - في ربوبيته؛ فيزعمون أن أولئك القوم لا يستحقون الكوارث؛ لأنهم أهل الحضارة والتقدم، ولخدماتهم للإنسانية - حسب قولهم - ولحاجة البشر إليهم، ومنهم من يجاوز ذلك فيقرر أن الدول المتقدمة قادرة على مواجهة عشرات الكوارث مهما كان حجمها، في لغة تأليهية لبعض البشر، يتحدَّون بهم رب العالمين جل جلاله، نعوذ بالله - تعالى - من الزيغ والضلال.
وهنا ينبغي للخطيب التنبيه على هذه التجاوزات، وبيان الحكم الشرعي في موقف المسلم منها، ومواجهة المد الإلحادي المادي المستهين بعظمة الله - تعالى - وقدرته، وتكون مواجهته برد دعاوى أصحابها، وغرس تعظيم الله - تعالى - في القلوب.
حادي عشر: بيان الأحكام الشرعية المتعلقة بالنازلة، مثل التعامل مع شهداء الغرق والهدم ونحوه في الدفن وفي المواريث وغيرها، وخاصة في البلد الذي وقعت فيه الكارثة؛ لأن لفقه النوازل مناسبته في الديار التي أصيبت به.