سألته: «كيف وصلت إلى هذا المنصب الدولى الرفيع فى أعرق وأكبر شركات صناعة التكنولوجيا.. هل أنت عبقرى؟
كان السؤال موجها إلى المهندس على فرماوى نائب رئيس شركة مايكروسوفت، الذى كان ضيفا على أسرة تحرير الشروق، وهو أول عربى ومصرى يشغل هذا المنصب، وواحد من خمسة يحتلون منصب نائب الرئيس.
أجاب المهندس على فرماوى الذى درس الهندسة فى جامعة الإسكندرية، على سؤالى بابتسامة ثم قال: «المسألة بسيطة.. يجب أن تحب شغلك، وأن يكون عملك هو هوايتك، وألا تغلق أبدا حواس التعلم، فتعيش حياتك كلها تتعلم من رؤسائك ومن مرءوسيك، من الكبار ومن الصغار.. كما يجب أن تحيط نفسك بمن يقولون لك الحقيقة، وليس من يقولون ما يسعدك ويرضى غرورك، وأن تعمل مع فريق، وتدرك أنك لا تساوى شيئا بدون هذا الفريق، ثم الأهم من هذا كله أن تعمل بجد، وتستمتع بهذا العمل حتى لو كان شاقا.. وأخيرا أن تكون مميزا فى عملك».
●● لم يبدأ المهندس المصرى كلامه بالتميز فى العمل، وهو دون شك وصل إلى منصبه بالتميز والمبادرة والإبداع.. لكنه تواضع الناجحين بحق.. ويدهشك أن أمثال على الفرماوى يجدون الوقت، على الرغم من مشاغلهم، لممارسة هوايتهم، فهو مشجع لكرة القدم يحب الأهلى فى مصر ويشجع مانشستر يونايتد فى إنجلترا ولعب كرة القدم فى أشبال فريق الاتحاد السكندرى، ولكنه فشل فى اللعبة ولم يحقق النجاح (لم يقل إنه كان لاعبا موهوبا لكن الحظ عانده).. وهو يقول: «تعلمت الإدارة من مانشستر يونايتد ومن أليكس فيرجسون».. بالمناسبة كانت كرة القدم من اهتمامات د. أحمد زويل، وهو من محبى نادى الزمالك، لم يحدث أن وجدت عالما مصريا أو طبيبا ومهندسا أو شخصا مهما يتعالى على كرة القدم وعلى تشجيعها ويراها مضيعة للوقت.
●● زملاء على فرماوى فى مايكروسوفت قدموا له التهنئة، بمناسبة ثورة مصر المضيئة، وتوليه منصب نائب الرئيس.. وهو يقول إن مصر تملك مقومات نهضة عظيمة، وأن أسلوب الحوار يجب أن يتغير، فيكون حوارا وليس إقصاء.. فالسائد أن كل طرف يرغب فى إقصاء الطرف الآخر.. سألت المهندس المصرى الموهوب عن رأى بيل جيتس أغنى رجل فى العالم عن الثورة فقال كان تعليقه: «أنتم تنظرون بعيدا إلى الماضى».
وكانت تلك هى الجملة الوحيدة التى قالها على فرماوى بالإنجليزية نصا ونقلا عن بيل جيتس، فطوال اللقاء لم يستخدم سوى اللغة العربية، ولم يفعل مثل كثير من القادمين من الخارج، الذين يقحمون كلمات أجنبية وهم يتحدثون العربية.
●● هكذا تحدث على فرماوى بتواضع ومقدما للشباب طريق النجاح فى العمل.. ترى لماذا ينحنى أصحاب المواهب الحقيقية أمام النجاح والناس بينما يتعالى الجهلاء والدخلاء إذا نجحوا ويبذلون جهدا مضنيا لإطالة قامتهم عند مواجهة الناس؟!
شغلنى ذلك ومازال وكنت دائما أقارن بين العباقرة بحق وبين أنصاف الموهوبين وأدعياء العلم والمعرفة الذين يهزمون الطاووس فى خيلائه وغروره..بذيله؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق